دعني أخبرك سرًا

بقلم / راندا ضيف
أما أنا يا صديقي فأود أن أخبرك شيئًا عن قلبي،
كلمة “قد أصابه الشيب” لم تعد كافية،
فهو كل يوم يرحل دون وداع، ويعود محملًا بأثقال لا يقدر على حملها أحد سواه.
أرهقه الخذلان يا صديقي، أرهقته المشاعر الزائفة، والشعور بالغربة، وأنصاف الحاضرين.
أرهقه اللوم والعتاب في صمت، فأصبح يُلملم ما بقي من أوهامه، ويُلقيها في غيابات لا يعلمها سواه.
لا أعلم كيف أصبحت بهذا الوهن، فهو كوهن الرماد بعد أن التهمته نيران الغدر والخيانة، وأفعال غير الأسوياء.
كنت أظن أن كلما مرّ العمر أصبح التعلق بالأشياء شعورًا زائفًا، ولكني ما زلت عالقًا، لا أعلم للعودة طريقًا، ولا أملك زادًا من الصبر، ولا أملك مهارة التغيير.
اعتدت إن داهمني الألم أن أُغمض عينيّ، وأرحل عبر الأزمان، فأجدني في حضرة الغائبين، فأملأ قلبي بأحضانهم وابتسامتهم، وأصحو على تنهيدة تكاد تفتك بضلوعي من شدة الحنين.
وأخيرًا، دعني أخبرك سرًا:
ليتني أستطيع البقاء هناك!