د. إيمان بشير ابوكبدة
البهاق اضطراب تصبغي، حيث تدمر الخلايا الصبغية، المسؤولة عن لون البشرة والشعر والعينين. والنتيجة بقع بيضاء من الجلد تتداخل مع درجات لون البشرة الطبيعية. قد يُشبه هذا النمط العشوائي وتفاوت لون الجلد الناتج عن حروق الشمس الشديدة عندما يتقشر.
غالبًا ما يصيب مناطق أكثر وضوحًا كالوجه والرقبة واليدين والمرفقين والركبتين والقدمين. ولكنه قد يظهر في أي مكان بالجسم. البهاق ليس مُعديًا، ولكنه قد يكون له علامات وراثية أو جينية. لا يزال الباحثون يدرسون أسبابه وعوامل الخطر والعلاجات الفعالة.
هناك ثلاثة أنواع معروفة من البهاق:
البهاق المعمم: بقع بيضاء من الجلد تنتشر بشكل متماثل على جانبي الجسم، وتؤثر على نفس أجزاء الجسم في نفس الوقت.
البهاق القطعي: يظهر عادةً عند الأطفال الصغار حيث تظهر البقع البيضاء على جانب واحد فقط من الجسم.
البهاق الموضعي: تظهر البقع البيضاء في منطقة أو منطقتين من الجسم، وتتطور وتنتشر لفترة قصيرة من الزمن، ثم تتوقف.
أسباب البهاق
يعتقد أن أمراض المناعة الذاتية بما في ذلك مرض أديسون ومرض الغدة الدرقية وفقر الدم الخبيث والسكري هي الأسباب الجذرية للبهاق. ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بهذه الحالة غالبًا ما يعانون من نقص في بعض الفيتامينات مثل فيتامين ب12 وحمض الفوليك والنحاس والزنك.
بالإضافة إلى ذلك، قد تلعب الوراثة دورًا في هذه الحالة، بالإضافة إلى التوتر وحروق الشمس الشديدة والتعرض لبعض المواد الكيميائية. في بعض الحالات، قد يُسبب العلاج المناعي لسرطان الجلد (الميلانوما) وأنواع أخرى من سرطان الجلد البهاق. ومع ذلك، يشير الباحثون إلى أن هذا يعد مؤشرًا جيدًا على فعالية علاج السرطان.
علامات وأعراض البهاق
العلامة المميزة للبهاق هي ظهور مناطق بيضاء متقطعة من الجلد، ومع ذلك، قد تتأثر مناطق أخرى من الجسم أيضًا:
التبييض المبكر أو الشيب في فروة الرأس
رموش أو حواجب بيضاء أو رمادية
تبييض اللحية
فقدان اللون في الأغشية المخاطية
فقدان اللون في شبكية العين
طرق العلاج
فيتامين ب12 وحمض الفوليك
ينصح بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الغنية بفيتامين ب12 والأطعمة الغنية بحمض الفوليك. يعد فيتامين ب12 ضروريًا لمرضى البهاق، إذ قد يساعد في الوقاية من الاكتئاب، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة لتشخيص البهاق. يعد حمض الفوليك ضروريًا للصحة العامة، إذ يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد يمنع بعض أنواع السرطان، وهو ضروري لصحة الحمل.
الزنك
يعد الزنك من النقص الشائع لدى المصابين بهذه الحالة. يدعم الزنك صحة الجهاز المناعي، ويحارب السرطان، ويكافح داء السكري (وهو مرض مناعي ذاتي يرتبط عادةً بالبهاق)، ويدعم امتصاص العناصر الغذائية بشكل سليم، ويساعد على إصلاح وشفاء العضلات والأنسجة والعظام.
النحاس
مع اختلاف الباحثين حول ما إذا كان نقص النحاس يُسبب البهاق أم أنه نتيجة له، إلا أن إضافة الأطعمة الغنية بالنحاس إلى نظامك الغذائي قد يكون مفيدًا. في ممارسات الأيورفيدا، يحفظ الماء عادةً في وعاء نحاسي طوال الليل قبل شربه. يعتقد أن النحاس يحفز الخلايا الصبغية على العمل، مما يزيد من إنتاج الميلانين ويعيد تصبغ الجلد.
بيتا كاروتين
تعد الكاروتينات ضرورية لصحة البشرة بشكل عام . توجد البيتا كاروتين واللوتين والليكوبين والزياكسانثين في أطعمة شهية مثل البطاطا الحلوة والجزر والكرنب والطماطم. يرتبط البيتا كاروتين بخصائص مضادة للسرطان، بينما يعزز اللوتين والزياكسانثين صحة العين، ويُقلل الليكوبين من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. بالإضافة إلى ذلك، قد تُساعد هذه الكاروتينات القوية على تقليل الالتهاب، وتعزيز صحة العين، وحماية البشرة من التلف، بما في ذلك سرطان الجلد (الميلانوما).
فيتامين ج
كما هو الحال مع حمض الفوليك وفيتامين ب١٢، يعاني العديد من مرضى البهاق من نقص فيتامين ج. يعد نقص فيتامين ج أكثر شيوعًا مما يعتقد الكثيرون، وهو ضروري لمرضى البهاق للمساعدة في إبطاء تلف الخلايا، ومكافحة الجذور الحرة، وبناء الكولاجين الضروري لصحة العظام والمفاصل والأربطة والجلد. أفضل طريقة للحصول على فيتامين ج الذي تحتاجه هي تناول الفواكه والخضراوات العضوية الطازجة. مع ذلك، قد لا تكون الحمضيات الخيار الأمثل لمرضى البهاق، لأنها قد تقلل من تصبغ الجلد لدى البعض.
فيتامين د
يعاني العديد من المصابين بالبهاق من حساسية تجاه الشمس، وقد تُسبب بعض العلاجات التقليدية حساسية شديدة تجاهها. لذلك، يُعدّ تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بفيتامين د في النظام الغذائي أمرًا بالغ الأهمية، وقد يكون من الضروري تناول مكملاته. من أفضل المصادر زيت كبد سمك القد؛، والأسماك البرية، بما في ذلك السردين والسلمون والماكريل والتونة، والحليب الخام والبيض والفطر.
الأطعمة التي يجب تجنبها
يجب تجنب أي أطعمة تُهيج الجهاز الهضمي، أو تسبب حساسية أو انزعاجًا، أو تسبب حساسية تجاهها. من بين الأطعمة التي ثبت أنها تسبب مشاكل لدى بعض مرضى البهاق:
الحمضيات، السمك، اللحم، الطماطم، المخللات، العنب، المشروبات الغازية، الأطعمة المصنعة، المحليات الصناعية، الرمان، عنب الثعلب، عصائر الفاكهة، الكحول.
بالطبع، يجب أن تصمّم قائمة المحظورات بما يتناسب مع حالتك الصحية وكيفية تفاعل جسمك مع كل نوع من الأطعمة. قد تفيد الأسماك البرية، ولحوم الأبقار والضأن التي تتغذى على العشب، والطماطم بعض الأشخاص بينما تضر آخرين.
الأطعمة المسموح بها
الخضروات الورقية الخضراء مثل الكرنب والسبانخ والجرجير السويسري وبراعم بروكسل، البنجر، الجزر، الفجل، البلح، التين، الحمص، الأسماك البرية، لحوم البقر والكبد التي تتغذى على العشب، الجبن، الخميرة الغذائية، العدس، اللوز، الشوكولاتة الداكنة، دبس، السكر الأسود، الهليون، الفطر، منتجات الألبان.
حافظ على ترطيب جسمك: تعتمد صحة بشرتك على مستويات الترطيب. من الضروري شرب كميات كبيرة من الماء النظيف طوال اليوم. إذا كنت ترغب في اتباع تعاليم الأيورفيدا، فاحفظه في وعاء نحاسي لمدة 24 ساعة قبل شربه. بالإضافة إلى ذلك، فإن إضافة ماء جوز الهند إلى نظامك الغذائي يساعد على توازن الإلكتروليتات، وخفض ضغط الدم ، وتقليل التوتر.
زيت الكركم والخردل: ملعقتان كبيرتان من مسحوق الكركم مع كمية كافية من زيت الخردل لتكوين عجينة. توضع على المناطق المرغوبة لمدة 20 دقيقة. كرري ذلك مرتين يوميًا لمدة أسبوعين على الأقل.
الملابس: تجنب الملابس المطاطية أو الضيقة التي تعيق الدورة الدموية، فقد تؤدي إلى ظهور بقع البهاق. بالإضافة إلى ذلك، احمِ بشرتك من الشمس ومصادر الأشعة فوق البنفسجية الاصطناعية بملابس واقية أو واقي شمسي واسع الطيف. راقب ردود فعل الجلد تجاه البلاستيك والمطاط وحتى الجلد، فقد تسبب هذه المواد البهاق لدى بعض الأشخاص.
إدارة التوتر: يعد التحكم في التوتر من أهمّ علاجات البهاق. فعقولنا تلعب دورًا أساسيًا في الشفاء، وكلما زاد التوتر، زادت صعوبة شفاء أجسامنا. بالإضافة إلى اليوغا، يجب دمج التدليك والتأمل وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والعلاج بالكلام ومجموعات الدعم. بالنسبة للأطفال الصغار والمراهقين المصابين بالبهاق، من الضروريّ توفير الدعم العاطفي والعلاج بالكلام بنفس القدر (أو أكثر) من الاهتمام بالعلاجات التقليدية، فالتنمّر شائع، وغالبًا ما يؤدي إلى تدني احترام الذات والاكتئاب والانطواء.
