كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
قد يعتقد الكثيرون أن مشاكل الفم والأسنان تقتصر آثارها على اللثة أو الأسنان فقط، إلا أن الدراسات والتجارب الطبية تشير إلى أن بعض التهابات الفم، مثل التهاب اللثة، قد يكون لها تأثيرات غير مباشرة على أجزاء أخرى من الجسم. ومن بين هذه التأثيرات الشعور بألم في مناطق بعيدة نسبيًا مثل الكتف أو الرقبة، ما يثير تساؤلات حول وجود علاقة صحية بين الحالتين وكيف يمكن تفسيرها.
العلاقة بين التهاب اللثة وألم الكتف
لا يُعد التهاب اللثة سببًا مباشرًا لألم الكتف، لكنه قد يؤدي إليه بشكل غير مباشر عبر عدة آليات. فالالتهاب المزمن في اللثة قد يسبب تهيج الأعصاب المحيطة بالفك، ما يؤدي إلى انتقال الألم إلى مناطق أخرى مثل الرقبة والكتف، وهي ظاهرة تُعرف بالألم المُحال. كما أن العدوى البكتيرية الناتجة عن التهاب اللثة قد تدخل مجرى الدم وتُحدث استجابة التهابية عامة في الجسم، ما ينعكس في صورة آلام عضلية أو مفصلية.
توتر العضلات ودوره في ظهور الألم
يعاني المصابون بالتهاب اللثة أو آلام الأسنان غالبًا من شدّ مستمر في الفك وتغيّر في وضعية الرأس أثناء النوم أو الجلوس. هذا السلوك اللاواعي يسبب إجهادًا في عضلات الرقبة والكتفين، ومع مرور الوقت قد يظهر الألم في الكتف كأحد الأعراض الثانوية للمشكلة الأساسية في الفم.
متى يجب الانتباه؟
إذا ترافق ألم الكتف مع أعراض مثل نزيف اللثة المستمر، تورم شديد، رائحة فم كريهة، أو حمى، فقد يكون ذلك مؤشرًا على التهاب متقدم يستدعي التدخل الطبي. كما أن استمرار ألم الكتف بعد علاج اللثة قد يشير إلى سبب آخر غير مرتبط بالفم ويحتاج إلى فحص متخصص.
الوقاية والعلاج
يبدأ العلاج بالاهتمام بصحة الفم عبر تنظيف الأسنان بانتظام، واستخدام الخيط الطبي، ومراجعة طبيب الأسنان عند ظهور أي أعراض. علاج التهاب اللثة في مراحله المبكرة لا يقي فقط من مضاعفات الفم، بل يساهم أيضًا في تقليل احتمالية ظهور آلام في مناطق أخرى من الجسم مثل الكتف.
