المذاكرة… سبيل النجاح وطلب التوفيق

أحمد حسني القاضي الأنصاري
تُعدّ المذاكرة ركيزة أساسية في حياة الإنسان، فهي الوسيلة التي يُبنى بها المستقبل، وتُحقّق من خلالها الأهداف. ويبدأ دور الأسرة، ولا سيما الأم، في توجيه ابنها نحو الجدّ والاجتهاد، وحثّه على أداء واجباته، لا من أجل إرضاء الناس، بل ابتغاءً لمرضاة الله وتحقيقاً للذات.
حين نقول: “ذاكر لتبلغ طريق النجاح”، فإننا نؤكد أن الاجتهاد هو الأساس الذي تُبنى عليه الحياة الكريمة. فالنجاح لا يتحقّق بالعشوائية أو التواكل، بل بالعمل والمثابرة والإرادة الصادقة.
ونحن نؤمن بأن الفضل من الله سبحانه، فهو لا يكرمنا بعدله فحسب، بل برحمته وواسع إحسانه، إذ لو عاملنا بعدله وحده، لما نجا أحد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لن يُدخل أحدًا منكم عملُه الجنة.”
قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال: “ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل.”
لذا، لا بد أن يُقرن الاجتهاد بالدعاء الصادق:
“اللهم وفّقنا برحمتك، ويسّر لنا أسباب النجاح بفضلك.”
أيها الطالب، اعلم أن مذاكرتك لنفسك، لا لوالديك أو غيرك. فأنت من سيجني ثمار هذا الجهد، وأنت وحدك من سيواجه تحديات الحياة. ومهما كان الدعم حولك، فلن ينفعك إلا ما زرعته بيدك. وكما يُقال:
“من يذاكر لنفسه، ينفع نفسه.”
فالاجتهاد هو سرّ النجاح، والعزيمة مفتاح القوة، والثقة بالله أساس الإيمان، أما المثابرة فهي برهان الإصرار على بلوغ الهدف.