تنمية بشرية

دروس من الحياة

بقلم- رانيا ضيف

بعض دروس الحياة نتعلمها في وقت متأخر فلا تخدمنا بالشكل المطلوب، من يفطن لها مبكرا يختصر من العمر سنوات مهدرة في محاولات عبثية للتكيف لا للتميز!

البيئة المحيطة عامل مؤثر كما أن الطاقة داخلنا دافعا جوهريا . نكتشف على سبيل المثال أن الأماكن تضيق على بعض الأشخاص بينما تتسع لآخرين، وهذا ليس مرهونا فقط بالمكان المادي وما يطرأ عليه فلم  يعد يناسبنا، بل لأن الإنسان نفسه ينضج ويتطور  مع مرور الوقت. ربما تجد نفسك محاطًا بأشخاص يدركون قدراتك الكامنة ويخشون من نجاحك، فيصبح التقدم بالنسبة لهم تهديدًا بدلاً من مصدر إلهام. إننا قد نضيع الوقت في محاولة تفسير تصرفات الحمقى، وأحيانًا تجد أن عقولنا قد توقفت عن الإبداع وهي في حالة من الإرهاق الدائم نتيجة لهذا العبث الذي يشغل أذهاننا. لذا من المهم جدا أن تختار البيئة التي تجعلك تنهض بنفسك وعملك لا أن تستنزف وقتك وجهدك في تبرير أفعالك!

“لا يمكنك العيش حياة إيجابية في بيئة سلبية.” — جويل أوستين

كما يجدر بنا أن نعيي أيضا تلك الحقيقة؛ وهي أن التميز لا يعتمد فقط على ما تقدمه من جهد فردي أو عزيمة حديدية، بل يشمل أيضًا الاستعداد الدائم للتغيير. التميز ليس عملية ثابتة أو نتيجة لحالة من الاستقرار. إنما التميز هو عملية مستمرة تتطلب من الشخص أن يكون مستعدًا لتجديد نفسه، سواء في تفكيره أو في سلوكه أو في طريقة تعامله مع التحديات.

إذن، قد تجد أن الطريق إلى النجاح لا يتطلب منك فقط القدرة على الإصرار، بل القدرة على التكيف مع الظروف المحيطة بك بالشكل الذي لا يستنزف طاقتك!

من خلال هذا التكيف ستقبل التغيير بشكل أكثر مرونة ويصبح لديك القدرة على اختيار الأماكن التي تتسع لأحلامك، والتعرف على الأشخاص الذين يشجعونك على النمو بدلاً من أولئك الذين يعرقلونك. كن مستعدا لطي الصفحات والأحداث في سجل الماضي، والابتعاد حتى عن التفكير في الأشخاص الذين لا يفهمونك أو لا يقدرونك، لأن عقلك يحتاج إلى مساحة ليتنفس بحرية دون أن يعوقه العبث المستمر.

“ابتعد عن أولئك الذين يحاولون التقليل من طموحاتك. العظماء يجعلونك تشعر أنك تستطيع أن تصبح عظيمًا.” — مارك توين

التغيير ليس مجرد تحوّل في الظاهر، بل يكمن في التحوّل من الداخل، في الطريقة التي تنظر بها إلى العالم. هو تجديد دائم لشغفك وحماسك لتحقيق الأفضل. فإذا كنتَ تستطيع أن تغير طريقة تفكيرك وتقبل التحديات بتفاؤل، فإنك ستكون أكثر قدرة على الوصول إلى التميز، مهما كانت الظروف.

“كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم.” —  غاندي

لذا فالتميز لا يرتبط فقط بالقدرة على العمل الجاد أو الطموح، بل يرتبط أيضًا بالقدرة على التكيف والتغيير، والاستعداد لاستقبال الفرص والتحديات التي تأتي في طريقنا. حينها فقط نتمكن من استغلال إمكانياتنا بالشكل الأفضل، لنصنع لأنفسنا مكانًا يتسع لأحلامنا ويجعلنا في وضع يسمح لنا بالتميز والتعبير عن شخصياتنا.

وعلينا أن نتذكر دائما أن: “العقول العظيمة تناقش الأفكار، والعقول المتوسطة تناقش الأحداث، والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص.” — إلينور روزفلت

لنعمل على مناقشة الأفكار وإنتاج الأفكار الخلاقة عوضا عن الانشغال بما ينشغل به الناس ولا ينفعهم!

والآن.. اسأل نفسك كل ليلة دون الإحساس بالذنب أو بالتقصير بل بطاقة السعي إلى التطور واجعل عقلك يجيب .. ما التغيير الذي نتبناه في حياتنا يحقق لنا النجاح والتميز؟!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً على Mariem Ahmed إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى