بصائر نفسية

رانده حسن
هل الأفكار والمشاعر تخدع الإنسان ؟
المواقف الضاغطة والمشكلات وعدم القدرة على التحكم والسيطرة عليها تمثل جزءا كبيرا من معاناتك النفسية لا تعود إلى الأحداث نفسها، بل إلى كيفية التعامل معها وإدراك السبيل إلى حلها.
وفي علم النفس تعرف بـ ” التشوهات المعرفية”، وهي أنماط غير دقيقة وغير منطقية في التفكير تجعلنا نرى العالم من منظور مغلوط وضاغط وسلبي.
إن هذه التشوهات، تسهم أيضا في نشوء اضطرابات مثل القلق، والاكتئاب،.
و التشوهات المعرفية ليست مجرد أفكار مؤقتة وتمر بل يمكنها أن تصبح عادة ذهنية، مثل الوصول إلى نتائج دون دليل أو التفكير بطريقة كل شيء أو لا شيء”.
فإذا اخطىء إنسان فى فعل شىء وكان التنفيذ سىء أو خطأ يشعر بأنه عاجز وفاشل ولا يستطيع النجاح وأنه لا يستطيع وقد يؤدي إلى اليأس فى بعض الأحيان.
التشوهات المعرفية هى حاجز ومانع و عوائق نفسية بل يمكن أن تؤثر على الصحة العامة جسديا ونفسياً.
فالتفكير السلبي خاصة المستمر يزيد مستويات القلق و التوتر في الجسم مما يجعل الجسد عرضة للإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو السكري.
هذا ما يدعو إلى جودة تحسين التفكير السلبى إلى تفكير إيجابي حتى تتحسن الصحة النفسية بل الوصول إلى الهناء النفسى والرفاهية النفسية.
أسلوب التفكير هو الذى يحدد شخصيتك فالأفكار السلبية نستطيع بتغييرها إلى أفكار بناءة عن طريق الجهد والوعى وتوجيه حياة الشخصية إلى جودة الحياة والهناء.
إن حياة الإنسان مليئة بالتغيير والتحدى الأكبر إذا واجه الإنسان نفسه وحدد لنفسه هل يستطيع القيام بهذا التحدى وهذا التغيير ؟
وإذا كان كذلك ، قادرا عليه أن يعلم أنه أمام رحلة إلى الجانب الآخر
للأفكار الإيجابية ، عن طريق استخدام العقل المنظم وتنظيم الأفكار والمشاعر والرؤى المستقبلية.
والتشوهات المعرفية لا يمر بها فقط الأشخاص المضطربين ، ولكن يصاب بها أى إنسان قد يتعرض إلى أزمة أو مشكلة فيقوم بتكبيرها والتهويل والعويل عليها حتى تتأزم وتتفاقم لديه ،فتتحول من أزمة بسيطة صغيرة إلى أزمة كبيرة فى التفكير ومرض فى الجسد.
ومن أكثر الطرق العلاجية فعالية في علم النفس الحديث،
العلاج المعرفي السلوكي(CBT) الذى يعمل على تحديد هذه الأنماط، تفكيكها، واستبدالها بأفكار أكثر منطقية واتزانا. ونهجه العملي يقوم على التركيز والتغيير والعمل على الحاضر بدلاً من التركيز على الماضي.