جابر بن حيان.. رائد الكيمياء وأبوها بلا منازع

نجده محمد رضا
في زمنٍ ازدهرت فيه الحضارة الإسلامية بالعلم والمعرفةلمع نجم أحدأعظم العلماء في تاريخ الإنسانية
وهو العالم المسلم جابر بن حيان، الذي يُعرف بلقب أبو الكيمياء وضع هذا العالِم الجليل أسس علم الكيمياء الحديثة، وسبق عصره بقرون طويلة في التجارب والابتكارات العلمية.
وُلد جابر بن حيان في القرن الثامن الميلادي (حوالي 721م) بمدينة طوس في خراسان (حالياً إيران) وعاش معظم حياته في الكوفة بالعراق.
تلقى تعليمه في بلاط الخليفة العباسي هارون الرشيد، وتتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق، الذي كان من العلماء البارزين في ذلك الوقت.
إسهاماته العلمية
أحدث جابر بن حيان ثورة في علم الكيمياء، إذ كان أول من أدخل المنهج التجريبي العلمي في البحث الكيميائي. من أبرز إنجازاته:
تطوير عمليات التقطير والتبلور والتصفية.
اختراع ماء النار (حمض النيتريك).
وصف مفصل للأحماض والقواعد.
تصميم واستخدام الأدوات المعملية مثل القارورة والأنبيق.
تأليف مئات الكتب والرسائل العلمية، من أبرزها “كتاب الرحمة”و “كتاب الملك” و”السبعين”
تأثيره على العلم الحديث
تُرجمت مؤلفات جابر إلى اللاتينية في العصور الوسطى، وظلت مرجعًا رئيسيًا لعلماء أوروبا لعدة قرون. اعتبره العديد من المستشرقين حجر الأساس للكيمياء الغربية، ولا تزال بصمته واضحة في كثير من المصطلحات الكيميائية المستخدمة حتى اليوم.
جابر بن حيان لم يكن مجرد عالم كيمياء، بل كان رمزًا للتفوق العلمي الإسلامي الذي ما زال يُلهم الأجيال. وما أحوجنا اليوم إلى إعادة إحياء روح البحث والاكتشاف التي جسدها هذا العالِم الخالد.