مرض التوحد: نظرة شاملة
كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
مرض التوحد هو اضطراب في النمو العصبي يؤثر على كيفية تواصل الشخص وتفاعله مع الآخرين. تتراوح حدة التوحد من شخص لآخر، مما يعني أن لكل فرد مصاب بالتوحد تحدياته ونقاط قوته الفريدة.
الأسباب المحتملة للتوحد
تعد الأسباب الدقيقة للتوحد معقدة ومتعددة العوامل، وتشمل مزيجًا من العوامل الوراثية والبيئية. إليك بعض العوامل التي يُعتقد أنها قد تزيد من خطر الإصابة بالتوحد:
الإصابة بعدوى فيروسية أثناء فترة الحمل: تشير بعض الأبحاث إلى أن بعض الالتهابات الفيروسية التي تصيب الأم أثناء الحمل قد تزيد من خطر إصابة الطفل بالتوحد.
التعرض للملوثات: تناول بعض المأكولات الملوثة أو التعرض لكميات كبيرة من الرصاص أثناء الحمل قد يكون له دور في زيادة الخطر.
تناول أدوية معينة أثناء الحمل: بعض الأدوية، خاصة تلك التي تؤثر على نمو الدماغ، قد تزيد من خطر التوحد عند تناولها أثناء الحمل.
نقص الأكسجين أثناء الولادة: قد يؤدي نقص الأكسجين للطفل أثناء الولادة إلى تلف الدماغ، والذي بدوره قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالتوحد.
أعراض التوحد
تظهر أعراض التوحد عادةً في مرحلة الطفولة المبكرة، وتختلف في شدتها ونوعها من طفل لآخر. تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
مشاكل في التواصل والتفاعل الاجتماعي:
عدم استجابة الطفل لاسمِه أو عند الحديث معه.
صعوبة في التواصل اللفظي وغير اللفظي، مثل عدم استخدام الإشارات بالعين أو تعابير الوجه.
التهرب من لمس الآخرين أو مداعبتهم.
تفضيل الجلوس بمفرده ورفض التعامل مع الآخرين.
تأخر وصعوبة في النطق أو عدم القدرة على تطوير مهارات الكلام.
عدم الاهتمام بما يقوله الآخرون أو سماعهم.
أنماط سلوكية متكررة ومحدودة
التمسك بحركات معينة ومتكررة (مثل الرفرفة باليدين أو الهز).
التحديق في لعبة أو شيء معين لفترات طويلة.
الحساسية المفرطة للضوء والأصوات العالية، بينما قد لا يستجيب للألم بنفس الطريقة.
أعراض أخرى
اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإسهال والإمساك.
ضعف في جهاز المناعة.
وجود خلل في النمو الاجتماعي بشكل عام.
نصائح لدعم الأطفال المصابين بالتوحد
لا يوجد علاج واحد للتوحد، ولكن هناك العديد من التدخلات والنصائح التي تساعد في تحسين الأعراض ودعم نمو الطفل المصاب بالتوحد:
النظام الغذائي الصحي
الإكثار من الفواكه والخضراوات: توفر الفيتامينات والمعادن الأساسية.
التقليل من المعلبات، مشتقات الحليب، والسكريات: قد تساعد في تخفيف بعض المشاكل الهضمية وتحسين السلوك لدى بعض الأطفال.
التمر: غني بالفيتامينات والمعادن التي قد تساعد في دعم الصحة العامة.
القرع: يُعتقد أنه قد يساعد في دعم وظائف الدماغ.
الجوز والحمضيات: يحتويان على عناصر غذائية مهمة لدعم صحة الدماغ والجهاز العصبي، مثل أوميغا 3 وفيتامين ج.
المكملات الغذائية والزيوت
زيت السمك (أوميغا 3): معروف بفوائده لصحة الدماغ وقد يساعد في تنظيم النوم.
الزبادي: يحتوى على بكتيريا نافعة تدعم صحة الجهاز الهضمي.
الزيوت العطرية والنباتات
زهرة الربيع: يمكن استخدام منقوع جذورها. (استشر الطبيب قبل استخدام أي أعشاب علاجية).
زيت اللافندر: يستخدم لدهن الجسم أو على الوسادة قبل النوم للمساعدة على الاسترخاء.
ملاحظة هامة: هذه النصائح هي مجرد معلومات عامة ولا تغني عن استشارة الطبيب المختص أو الأخصائيين في مجال التوحد. يجب أن يتم أي تغيير في النظام الغذائي أو العلاج تحت إشراف طبي.