ديني

موت الفجأة حين يخطف الأحباب دون وداع

د/ حمدان محمد
موت الفجأة صار من الظواهر المؤلمة التي نراها تتكرر كثيرًا في أيامنا فيخطف الموت روحًا عزيزة علينا دون إنذار أو تمهيد ويترك في القلب غصة وفي العين دمعة لا يجف أثرها بسهولة ما أشدها من لحظة حين يبلغك خبر رحيل من كنت تراه قبل قليل وتسمع ضحكته أو تشارك مجلسه فإذا به جثمان مسجى لا يرد نداء ولا يفتح عين ولا يسمع له صوت بعدما كان صوته يملأ چنبات المكان فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن من أمارات الساعة أن يُرى موت الفجأة) رواه الطبراني وحسنه الألباني وفي هذا الحديث دلالة على أن كثرة موت الفجأة من علامات قرب الساعة وهو تحذير للمؤمن بأن يبقى دائم الاستعداد طاهر القلب عامرًا بالعمل الصالح فلا يدري متى يُقبض وموت الفجأة يحمل بين طياته دروسًا عظيمة أولها أن الموت لا يستأذن ولا يفرق بين صغير وكبير أو مريض وصحيح وثانيها أن كل لحظة نعيشها مع أحبابنا هي نعمة يجب أن نقدرها لأننا لا نعلم متى تكون الأخيرة وثالثها أن حسن الخاتمة لا يُنال إلا لمن داوم على طاعة الله وصدق النية فكم من راحل فاجأته المنية وهو ساجد أو ذاكر أو قائم بخير وما أصعب فقد من نحب :إنه كسر لا يُجبر وفراغ لا يُملأ غير أن عزاءنا في قول الله تعالى( إنا لله وإنا إليه راجعون )وقوله سبحانه (وبشر الصابرين)
فالصبر عند الصدمة الأولى والدعاء للميت والرضا بقضاء الله هي مفاتيح السكينة وسط العاصفة ومن هنا لابد أن يفيق الإنسان من غفلته ويرجع إلى ربه تائبًا منيبًا موقنًا أن الدنيا ظل زائل وعارية مسترجعه وأن السعادة الحقيقية في القرب من الله فليحسن توبته وليجدد أوبته وليجعل من موت الأحبة عبرة توقظه قبل أن يأتيه دوره فإن الفرصة ما زالت قائمة والباب ما زال مفتوحًا والله غني كريم يقبل من عاد إليه بصدق وليعلم كل مؤمن أن الحياة قصيرة والأيام تمر كلمح البصر فلا يؤجل توبته ولا يؤخر رجوعه إلى الله فإن القلوب إذا اعتادت الغفلة ماتت وإن النفوس إذا استمرأت الذنوب قست وإن الرحيل قد يأتي بغتة فلا يجد الإنسان وقتًا للاستدراك أو الاعتذار
نسأل الله السلامة والعافية وأن يرزقنا جميعاً حسن الخاتمة و دخول الجنة بدون حساب ولا سابقة عذاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى