الكتاب… رحلة من الفوضى إلى الإدراك

بقلم: أحمد حسني القاضي الأنصاري
في زمن طغت فيه الضوضاء على السكينة، وتزاحمت فيه الأصوات حتى غابت المعاني، تبقى الكتب ملاذًا آمنًا لمن يبحثون عن أنفسهم وسط ضجيج الحياة.
الكتاب ليس مجرد أوراق بين دفّتين، بل هو جسر يعبر بنا من صخب العالم الخارجي إلى هدوء الذات، ومن تشتّت الفكر إلى نقاء التركيز.
يقول أحدهم:
“تأخذنا الكتب من الصخب إلى الهدوء، ومن الشتات إلى التركيز، ومن الماضي إلى الحاضر، ومن اللاوعي إلى الوعي والإدراك.”
وليست هذه مبالغة إنشائية، بل هي حقيقة تُدركها الأرواح التي وجدت في القراءة عزاءً، والعقول التي أنارتها الحروف بعد أن أظلمها التشتت.
حين نفتح كتابًا، فإننا نغلق أبواب التوتر ونفتح نوافذ الفكر.
القراءة تعيد ترتيب الفوضى داخلنا، تهذّب انفعالاتنا، وتمنحنا وعيًا أعمق بذواتنا وبالعالم من حولنا.
وفي عصر تسارعت فيه الحياة وتكاثرت فيه مصادر التشويش، تبقى الكتب حصنًا منيعًا يحفظ هويتنا، ومرآة صادقة تعكس ثقافتنا.
إن أمةً تقرأ هي أمةٌ تحيا بوعي، وتقود برؤية، وتنهض بثبات.
فلنُعِد للكتاب مكانته، ولنجعل من القراءة عادةً يومية تُغني العقول وترتقي بالأمم، فبها يبدأ التغيير… التغيير الذي ينطلق من داخل الإنسان.