سياحة وسفر

البحر الميت في الأردن… كنز طبيعي مهدد بالاختفاء

نجده محمد رضا 

يُعد البحر الميت واحدًا من أعجب الظواهر الطبيعية في العالم، ويقع على الحدود بين الأردن وفلسطين، ويشتهر بكونه أخفض نقطة على سطح الأرض، إذ يصل منسوبه إلى حوالي 430 مترًا تحت مستوى سطح البحر. بالإضافة إلى ملوحته الفائقة، التي تجعله غير قابل للحياة البحرية، ويمنح زائريه تجربة فريدة من الطفو على سطحه.

كنز طبيعي وصحي

يستقطب البحر الميت آلاف السياح سنويًا، لما يتمتع به من خصائص علاجية، إذ تحتوي مياهه وأوحاله على معادن نادرة تساعد في علاج أمراض الجلد والمفاصل، مما جعله مقصدًا عالميًا للراغبين في الاستشفاء الطبيعي. كما يعد موقعه محاطًا بالجبال والمناظر الخلابة مصدر جذب للزوار والمصورين ومحبي الطبيعة.

خطر الانحسار

رغم كل تلك المميزات، يواجه البحر الميت خطر الانقراض. فمستوى المياه ينخفض سنويًا بمعدل يزيد عن متر، نتيجة لمشروعات تحويل مياه نهر الأردن والروافد المغذية له، إضافة إلى التغيرات المناخية والاستخدام الصناعي للمياه. وتشير التقارير إلى أن البحر فقد أكثر من ثلث مساحته خلال العقود القليلة الماضية، وتظهر على ضفافه آلاف الحفر الانهدامية التي تشكل خطرًا على البنية التحتية والسكان المحليين.

مشاريع إنقاذ

تحاول الحكومة الأردنية، بالتعاون مع منظمات دولية، تنفيذ مشاريع إنقاذ أبرزها مشروع “قناة البحرين” الذي يهدف إلى ربط البحر الأحمر بالبحر الميت لضخ المياه وإنقاذه من الجفاف. إلا أن المشروع يواجه تحديات مالية وبيئية وسياسية قد تؤثر على تنفيذه.

يبقى البحر الميت رمزًا طبيعيًا وتاريخيًا لا يقدر بثمن، ويستدعي تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحمايته والحفاظ عليه للأجيال القادمة، قبل أن يتحول إلى مجرد ذكرى في كتب الجغرافيا بفضل خصائصه العلاجية المميزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى