دينيمقالات

شهر الخير والكرم

معاذ طه
مضى يومه الأول، ويومه الثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن وها هو اليوم التاسع ما أعجله !
مضت اول عشر أيام
اللهم تقبل منا ما مضى ، وأعنّا على ما بقى ، وأعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا وإخوتنا وأحبتنا ، وكل من له حق علينا ، والمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات ، الأحياء منهم والأموات من النار .
إننا الآن في شهر عظيم مبارك، ، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، شهر يجود الله فيه سبحانه على عباده بأنواع الكرامات، شهر جعل الله صيامه أحد أركان الإسلام، فصامه المصطفى ﷺ وأمر الناس بصيامه، والصيام فريضة توسع الصدر وتقوي الإرادة وتزيل أسباب الهم، وتعلو بصاحبها إلى أعلى المنازل فيكبر المرء في عين نفسه ، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم،

ويأتينا رمضان على شوقٍ ويمضي على عجل، فسبحان من وصفك بأيام معدودات، فيارب تقبل منَّا ما مضى واعنَّا على ما بقي، وأعتق رقابنا من النار، فأيام رمضان سريعة لا تتوقف، والأحداث تتسارع من حولنا، وفتن الدنيا تموج بنا، والأموات يتسابقون أمامنا، والعاقل والسعيد منا من ملأ صحيفته بالصالحات، فعلينا أن نقف ونحاسب أنفسنا، قبل فوات الأوان والرحيل عن هذه الدنيا، فعلينا انتهاز فرصة هذه الأيام والليالي المباركات من شهر رمضان، ونتنافس في الطاعات والأعمال الصالحات ، وتسابقوا فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات والتناصح والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى كل خير لتفوزوا بالكرامة والأجر العظيم .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان، فيكثر فيه من الصدقة والإحسان وأعمال الخير، وعلينا التأسي برسول الله لأنه قدوتنا، والإسراع بإخراج الصدقات والزكوات، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام .
فيا رب لا تجعل هذه الأيام والليالي تنقضي إلا وقد أعتقت رقابنا ورقاب آباءنا وأمهاتنا وأزواجنا وأبنائنا وبناتنا وأرحامنا والمسلمين والمسلمات من النار، وأدخلنا الفردوس الأعلى من الجنة، بلا حساب ولا سابقة عذاب.
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب، وبفعل الطاعات أسبق، وإلى الجنة أرغب، ونسأل الله أن يرفع عنا وعنكم الشر، ويكرمنا بليلة القدر، ويسعدنا طول الدهر، وأن يجعل شهر رمضان خير وبركة على كافة المسلمين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربها، وأن يتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى