مقالات

تلميذ دمنهور وتلميذة المرج يدقان ناقوس الخطر معًا لحماية أطفالنا

د/حمدان محمد 

في ظاهرة مؤلمة انتشرت مؤخرًا ظهرت أخبار متداولة عن تلميذ من دمنهور وتلميذة من المرج نجحا في جذب الانتباه إلى مشكلة خطيرة تهدد أجيال المستقبل عبر منابر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي طُرحت تساؤلات كثيرة حول مستقبل أبنائنا في ظل انتشار الظواهر السلبية التي تتسلل إلى عالم الطفولة فما الذي يحدث وكيف يمكننا الوقوف صفًا واحدًا لحماية أطفالنا من هذا التهديد الذي لا يقتصر على فئة أو منطقة وهذه هى الحقيقة المرة حيث تشير التقارير إلى أن تلميذ دمنهور وتلميذة المرج قد تعرضا لتجارب صادمة أدت إلى تعكير صفو طفولتهما بشكل جذري تعاني المدارس في مختلف أنحاء البلاد من غياب الرقابة الكافية على ما يتعرض له الطلاب من مؤثرات سلبية داخل المدارس وخارجها فقد أصبح الإنترنت وسيلة لانتشار الأفكار المغلوطة والأنماط السلوكية الضارة التي تؤثر بشكل مباشر في سلوك الأطفال ومن واجبنا كمجتمع أن نولي هذه القضية الأهمية الكبر وهذا يشير إلى أن الغفلة عن متابعة أولادنا وحمايتهم قد يؤدي إلى وقوعهم فريسة للعديد من الممارسات الضارة ومن هنا فإن مسؤوليتنا ليست فقط توجيه النصائح بل تأكيد ضرورة المراقبة المستمرة لما يتعرض له الأطفال من محيطهم والأطفال أمانة في أيدينا وليس من الممكن إغفال الدور الكبير الذي تلعبه الأسرة في صون هذه الأمانة فالأسرة هي الخلية الأولى التي يجب أن توفر للطفل البيئة الصالحة للنشأة السليمة بعيدًا عن التحديات الاجتماعية والنفسية التي قد تجره إلى مسارات غير آمنة

وفي نفس السياق يبرز دور المدرسة والمؤسسات التعليمية في بناء شخصية الطفل وحمايته من التأثيرات السلبية إذ يجب أن تكون المناهج التعليمية مليئة بالقيم الأخلاقية والدينية التي تساعد الطفل على التمييز بين الصواب والخطأ ففي الإسلام يعظم دور الأب والأم في حماية أبنائهم من الوقوع في الفتن والشبهات ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” وهذه دعوة واضحة للمسؤولية التي تقع على عاتق الوالدين والمربين في حماية الأبناء وإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بتوجيه أبنائنا إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة وحمايتهم من كل ما يعكر صفو حياتهم وإن الحل لا يكمن في مجرد التوعية بل في اتخاذ خطوات عملية للحد من هذه الظواهر و من الضروري تنظيم حملات توعية داخل المدارس والمجتمعات المحلية لرفع الوعي حول المخاطر التي يتعرض لها الأطفال ويجب على المؤسسات الدينية والتعليمية التعاون معًا لتوفير بيئة آمنة ومغذية فكريًا وروحيًا للأطفال وإن حماية أطفالنا من هذه المخاطر مسؤولية جماعية ولا بد من التكاتف بين الأسرة والمدرسة لمواجهة التحديات التي تحيط بهم فالتلميذ في دمنهور والتلميذة في المرج ليسا وحدهما بل هما صوت لكل طفل قد يواجه نفس التحديات فلنكن جميعًا درعًا واقيًا لأطفالنا في هذا العصر المليء بالتحديات ونعمل على بناء جيل قوي قادر على مواجهة المستقبل بحكمة وإيمان ولنحمي أطفالنا من المخاطر ولنصنع لهم بيئة تساهم في بناء شخصياتهم على الأسس الدينية السليمة

ومتابعة أولادنا في كل وقت حتى يظهروا للمجتمع بصورة طيبة ولما يكبروا ويكونوا متواجدين على أرض الواقع يقدمون لنا كل خير فالذي فعل أو تهيأ له نفسه بممارسة مثل هذه الأمور فإنه لم يتربى في بيئة صالحة 

فكل إنسان منا لابد أن يتابع أولاده وهم صغار

ويعينهم على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنهم لما يكبروا ويكونوا مسؤولين لاينحدرون في مثل هذه الأمور 

نسأل الله السلامة والعافية وأن يربى لنا أولادن ويحفظهم من كل سوء وشر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى