“بكين تشتعل غضبًا: تصريحات روبيو عن تيان آنمين تُفجّر أزمة دبلوماسية جديدة”

كتبت ـ مها سمير
ردّت الصين بقوة على تصريحات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، التي استحضر فيها الذكرى السادسة والثلاثين لقمع احتجاجات ميدان تيان آنمين عام 1989، واصفًا إياها بأنها “وصمة لا تُنسى في تاريخ حقوق الإنسان”.
وقال روبيو، في بيان أصدره الثلاثاء، إن “العالم لن ينسى أبدًا شجاعة الشعب الصيني في الرابع من يونيو 1989، حين واجه المتظاهرون السلميون رصاص الجيش دفاعًا عن حرياتهم الأساسية”. واتهم بكين بمحاولة “طمس الحقائق التاريخية” وتجاهل المطالب الدولية بالمحاسبة والعدالة.
وتُقدّر منظمات حقوقية أن عدد ضحايا تلك الليلة الدامية تجاوز الألف قتيل، بينما ترفض الحكومة الصينية حتى اليوم الإفصاح عن حصيلة دقيقة أو الاعتراف بالحدث رسميًا.
وردّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، الأربعاء، قائلًا إن “تصريحات الجانب الأميركي تُحرّف التاريخ عمدًا، وتُهاجم النظام السياسي الصيني ومسار التنمية في البلاد بشكل خبيث”، مؤكدًا أن الصين قدّمت احتجاجًا رسميًا إلى واشنطن، واصفًا تصريحات روبيو بأنها “تدخل خطير في الشؤون الداخلية الصينية”.
وأضاف لين: “نعبّر عن استيائنا الشديد ومعارضتنا القاطعة لهذه التصريحات التي لا تخدم العلاقات الثنائية، بل تثير الانقسام وتُعطل مسار التعاون بين البلدين”.
ورغم أن روبيو يُعرف في مجلس الشيوخ الأميركي بمواقفه المتشددة تجاه الأنظمة المعادية لواشنطن، إلا أن تركيزه على انتهاكات حقوق الإنسان في دول مثل الصين وكوبا أثار انتقادات تتعلق بانتقائيته، خاصة في ظل غياب إشارات إلى مراجعات أممية أو دعوات عبر المنظمات الدولية، على عكس سلفه أنتوني بلينكن، الذي كان قد طالب العام الماضي بكين بالامتثال لتوصيات الأمم المتحدة في ملف حقوق الإنسان.
وتأتي هذه التصريحات في وقتٍ حساس من العلاقات الأميركية الصينية، حيث تتزايد التوترات حول ملفات متعددة أبرزها التجارة، تايوان، وحرية التعبير.