مرض السكري وشهر رمضان

د. إيمان بشير ابوكبدة
الصيام خلال شهر رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة وهو واجب على جميع المسلمين الأصحاء من سن البلوغ. على الرغم من أنه يمكن إعفاء الأفراد المصابين ببعض الأمراض والحالات الطبية الخطيرة، بما في ذلك بعض مرضى السكري، من الصيام، إلا أن الكثيرين سيصومون على أي حال. من الأهمية بمكان أن يتم إعطاء مرضى السكري الذين يصومون التوجيه المناسب وتلقي الرعاية المناسبة.
مخاطر الصيام
من المهم أن تناقش مع فريق الرعاية الصحية الخاص بك كيف أن العيش مع مرض السكري واتباع نظام غذائي صحي في رمضان قد يعرض صحتك للخطر. يعتمد فهم المخاطر التي قد تتعرض لها على:
نوع مرض السكري الذي تعيش به.
إذا كنت تحافظ حاليًا على مستوى السكر في الدم (HbA1c) ضمن النطاق الصحي بالنسبة لك.
نوع الدواء الذي تستخدمه لإدارة مرض السكري الخاص بك.
إذا كنت تتناول أدوية تعرضك لخطر انخفاض نسبة السكر في الدم، مثل السلفونيل يوريا والأنسولين.
إذا كنت تعاني من مضاعفات مرض السكري مثل ضعف البصر أو تلف الأعصاب أو أمراض القلب أو الكلى، فهناك خطر كبير بأن يؤدي الصيام إلى تفاقم هذه الحالات الصحية.
وضع خطة للصيام بشكل آمن
عند مناقشة مخاطر الصيام مع طبيبك من المهم الاتفاق على خطة حتى تتمكن من الصيام بأمان. وقد يشمل هذا:
زيادة مراقبة نسبة السكر في الدم خلال هذه الفترة والتأكد من وجود إمدادات كافية للقيام بذلك. فحص مستويات السكر في الدم لا يفسد الصيام، ولكن يجب عليك الإفطار إذا كانت نسبة السكر في الدم مرتفعة للغاية أو منخفضة للغاية.
ماذا تفعل إذا كان مستوى السكر في الدم منخفضًا جدًا أو مرتفعًا جدًا، أو إذا شعرت بالمرض.
عند إجراء تعديلات على أقراص مرض السكري الخاصة بك، قد تحتاج إلى نوع مختلف، أو جرعة مختلفة وتحتاج إلى معرفة أفضل وقت لتناولها.
تعديلات على الأنسولين: لن تحتاج إلى جرعة كبيرة من الأنسولين قبل بدء الصيام. كما قد تحتاج إلى تغيير نوع الأنسولين عن النوع المعتاد. تذكر أنه لا ينصح باستخدام الأنسولين المخلوط مسبقًا أثناء الصيام.
خطر انخفاض سكر الدم
إذا كنت تتناول أقراصًا معينة أو الأنسولين، فإن الصيام يحمل خطر انخفاض نسبة السكر في الدم.
وهذا يعني أنه من المهم بالنسبة لك معرفة علامات وأعراض انخفاض نسبة السكر في الدم واختبار نسبة السكر في الدم بشكل متكرر أثناء الصيام، إما باستخدام جهاز مراقبة نسبة السكر في الدم أو جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر.
إذا انخفض مستوى سكر الدم لديك إلى أقل من 4 مليمول/لتر، فيجب عليك أن تفطر وتعالج هبوط السكر بتناول بعض الأطعمة أو السوائل السكرية، ثم تناول بعض الأطعمة النشوية، وإلا فسوف تضر بجسمك وقد تحتاج إلى عناية طبية. ومن الجيد أن تحمل معك علاجات هبوط السكر وزجاجة من الماء أثناء فترة الصيام.
خطر ارتفاع سكر الدم
قد ترتفع مستويات السكر في الدم أثناء الصيام إذا نسيت تناول الدواء الموصوف لك عادة، أو إذا تناولت كميات أكبر من الأطعمة النشوية أو السكرية أو إذا كنت أقل نشاطًا بدنيًا من المعتاد. يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى زيادة خطر الإصابة بالجفاف، مما قد يجعلك تشعر بالدوار والتعب.
تحدث مع طبيبك حول مستويات السكر في الدم
قبل أن تقرر الصيام، اسأل طبيبك عن مستوى السكر المرتفع في الدم بالنسبة لك. إذا تجاوز هذا المستوى أثناء الصيام، فيجب عليك كسر الصيام بشرب الماء وطلب المشورة الطبية. بدون المشورة الطبية، قد يؤدي هذا إلى الحماض الكيتوني السكري – وهي حالة خطيرة تتطلب العلاج في المستشفى.
اختيارات صحية للطعام والشراب خلال شهر رمضان
في السحور
من المهم عدم تخطي وجبة السحور، التي تكون قبل الفجر مباشرة. يتم امتصاص الأطعمة النشوية الغنية بالألياف مثل الحبوب الغنية بالألياف أو الشوفان أو الحنطة السوداء أو البرغل أو الأرز البني أو البري ببطء أكبر ولها مؤشر جلايسيمي منخفض. كن أيضًا على دراية بحجم الحصص من الأطعمة التي تحتوى على الكربوهيدرات. سيساعدك هذا على إدارة مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الصحى المستهدف أثناء الصيام.
العدس والحمص والفاصوليا من المصادر الجيدة للبروتين كما أنها غنية بالألياف. تناولها مع الفواكه والخضروات حيث يساعد ذلك في منع الإمساك والحفاظ على صحة قلبك.
قبل البدء بصيام النهار، يجب عليك شرب كمية كافية من السوائل الخالية من السكر والكافيين لتجنب الإصابة بالجفاف أثناء النهار.
في الفطور
تقليديا، يمكن كسر الصيام بتناول التمر، فهو غني بالألياف ولكنه مصدر غني بالكربوهيدرات. يمكن أن توفر حبتان كبيرتان من التمر (30 جرامًا بدون نواة) حوالي 20 جرامًا من الكربوهيدرات، وهو نفس ما تحتويه شريحة متوسطة الحجم من الخبز. حاول الحد من عدد التمرات إلى واحدة لبدء الصيام أو ابدأ الصيام بكوب من الماء.
حاول تعويض جسمك بالسوائل الخالية من السكر – الماء هو الخيار الأفضل. تجنب المشروبات الغازية أو عصائر الفاكهة المحلاة بالسكر لأنها سترفع نسبة السكر في الدم وقد تجعلك تشعر بالعطش.
تعد مشروبات الحليب مثل اللبن مصدرًا جيدًا للبروتين والكالسيوم، ولكن الإصدارات غير المحلاة هي الخيار الأكثر صحة.
قد يكون تناول الوجبات الخفيفة الحلوة مغريًا، خاصة إذا كان أفراد الأسرة أو الأصدقاء يتشاركونها. قد تحتوى الوجبات الخفيفة مثل البقلاوة على نسبة عالية من الدهون والسكر. يمكن أن يكون لكمية صغيرة فقط تأثير كبير في رفع نسبة السكر في الدم.
حاول أن تتناول الأطعمة المقلية والدهنية باعتدال، لأن تناولها بشكل متكرر قد يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير مقصود خلال شهر رمضان. كما أن هذه الأطعمة قد تؤثر على صحة قلبك لأنها تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والملح، مما قد يؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول في الدم وضغط الدم فوق المستويات الصحية.
بدائل الصيام
إذا لم تكن قادرًا على الصيام أو اخترت عدم الصيام، فلا يزال بإمكانك الاحتفال بشهر رمضان والاستفادة من فوائده من خلال تقديم الصدقات أو تقديم الطعام للفقراء.