كتبت: إيمان بشير ابوكبدة
على مر الأجيال، لجأ الأمريكيون الأصليون إلى النباتات المحيطة بهم طلبًا للشفاء والعافية. وبفضل فهمهم العميق لقوة الطبيعة، حوّلوا الأعشاب الشائعة إلى علاجات للجروح والحمى ومشاكل الهضم وغيرها. ولا تزال حكمتهم، المتوارثة عبر العصور، مصدر إلهام وإثباتٍ لقوة العلاجات الطبيعية.
إشنسا بوربوريا
كانت إشنسا، المعروفة أيضًا باسم زهرة المخروط الأرجوانية أو القنفذية، محل تقدير كبير من قبائل الأمريكيين الأصليين، مثل لاكوتا وشايان، لقدرتها على علاج الالتهابات والجروح. كانت جذورها تمضغ أو تصنع منها مشروبات شاي للمساعدة في مكافحة نزلات البرد والحمى ولدغات الثعابين، بينما كانت أزهارها وأوراقها تستخدم في كمادات لعلاج الجروح والحروق. كانت خصائصها المعززة للمناعة فعالة للغاية لدرجة أنها أصبحت تعرف باسم “العلاج الشامل” في العديد من ممارسات الطب التقليدي.
وقد أدت هذه السمعة إلى اعتمادها على نطاق واسع من قبل المستوطنين الأمريكيين الأوائل، وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، أصبحت عشبة إشنسا مكونًا رئيسيًا في العديد من العلاجات التجارية، وشقت طريقها إلى الطب الأوروبي أيضًا.
الطريقة
الشاي: تنقع 1-2 ملعقة صغيرة من جذر إشنسا المجفف في الماء الساخن لمدة 10-15 دقيقة.
ضمادة: اسحق الزهور أو الجذور الطازجة حتى تصبح عجينة، ثم ضعيها مباشرة على الجروح.
تحذير: قد يسبب الاستخدام المطول ردود فعل تحسسية، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه عشبة الرجيد أو غيرها من النباتات من الفصيلة النجمية.
البلسان
استخدم الأمريكيون الأصليون، بمن فيهم الشيروكي والإيروكوا، ثمار البلسان لعلاج مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، وكانت ثماره وأزهاره أكثر أجزاء النبات استخدامًا. كان البلسان يطهى في شراب أو كمادات لعلاج الحمى ونزلات البرد والالتهابات، بينما كانت أزهاره تنقع في الشاي لتخفيف التهاب الحلق وأمراض الجهاز التنفسي. كما كان ثماره الغنية بمضادات الأكسدة دور في تعزيز المناعة العامة وتقليل آثار الأمراض الموسمية.
بالإضافة إلى استخداماتها الطبية، كانت أشجار البلسان تزرع في كثير من الأحيان بالقرب من المنازل للحماية، حيث اعتقدت العديد من القبائل الأمريكية الأصلية أن لديها القدرة على صد الأرواح الشريرة.
الطريقة
الشراب: تطهى الثمار الطازجة أو المجففة في الماء لمدة 20-30 دقيقة، ثم تصفى ويشرب كوب محلى بالعسل.
الشاي: انقع أزهار البلسان المجففة في ماء ساخن لمدة ٥-١٠ دقائق.
تحذير: أزهار البلسان النيئة سامة ، ويجب طهيها جيدًا قبل تناولها.
نبات كوهوش الأسود
كان نبات الكوهوش الأسود، الذي تقدّره قبائل شيروكي وديلاوير بشكل خاص، علاجًا فعالًا لمشاكل صحة المرأة. كانت جذوره تغلى في الماء لتخفيف تقلصات الدورة الشهرية، وتنظيم الدورة الشهرية، والمساعدة في الولادة عن طريق تحفيز المخاض. بالإضافة إلى استخدامه في طب النساء، استخدم أيضًا لتخفيف آلام المفاصل، وعلاج لدغات الثعابين، وتقليل الالتهابات.
يعرف نبات الكوهوش الأسود باسم “جذر الجرس” بسبب قرون بذوره الجافة، وكان يحمله في كثير من الأحيان القابلات الأمريكيات الأصليات، اللاتي اعتبرنه ضروريًا للولادة وصحة المرأة.
الطريقة
تغلي ملعقة صغيرة من جذر نبات الكوهوش الأسود المجفف في كوب من الماء لمدة 15-20 دقيقة لتحضير مغلي.
تحذير: قد يؤدي الاستخدام المطول إلى تسمم الكبد. يُستعمل تحت إشراف طبي.
اليارو
استخدم نبات اليارو، الذي لقب بـ”دواء الحياة” عند شعب نافاجو، لتعدد استخداماته في علاج مجموعة من الأمراض. كانت أوراقه وأزهاره تسحق وتوضع مباشرة على الجروح لوقف النزيف ومنع العدوى، بينما كان يشرب شاي النبات لخفض الحمى وتخفيف آلام الجهاز الهضمي. وقد جعلت خصائص اليارو القابضة والمضادة للميكروبات منه عنصرًا أساسيًا في الطب التقليدي.
من المثير للاهتمام أن ارتباطه بشفاء الجروح يعود إلى أبعد من ذلك. تُنسب الأساطير اليونانية إلى أخيل استخدام اليارو لعلاج جروح جنوده خلال حرب طروادة.
الطريقة
الشاي: تنقع ملعقة كبيرة من أزهار اليارو المجففة في الماء الساخن لمدة 10 دقائق.
ضمادة: اهرسي أوراقًا طازجة وضعيها على الجروح.
تحذير: تجنبي استخدامها أثناء الحمل، فقد تحفز انقباضات الرحم.
الصفصاف
اعتمدت العديد من قبائل الأمريكيين الأصليين على أشجار الصفصاف، المعروفة باسم “أسبرين الطبيعة”، لخصائصها المسكنة للألم. كان اللحاء الداخلي، الذي يحتوي على الساليسين، يُمضغ أو يُنقع في الشاي لعلاج الصداع والحمى وآلام العضلات. كما استُخدم لحاء الصفصاف لتخفيف التهاب المفاصل وعلاج مشاكل الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية.
امتد استخدامه الطبي إلى ثقافات قديمة عديدة، منها المصريون والسومريون، الذين سجلوا أيضًا استخدامه لتخفيف الالتهاب. استُلهم تطوير الأسبرين الحديث في القرن التاسع عشر بشكل مباشر من مركب الساليسين الموجود في لحاء الصفصاف.
الطريقة
الشاي: انقع ملعقة صغيرة من لحاء الصفصاف المجفف في الماء المغلي لمدة 15 دقيقة.
تحذير: تجنب تناوله إذا كنت تعاني من حساسية تجاه الأسبرين أو مشاكل في الجهاز الهضمي.
الغولدنسيل
كان نبات الغولدنسال، الذي كان يُقدّره شعبا شيروكي وإيروكوا، يُستخدم كمضاد حيوي طبيعي لعلاج التهابات الجلد والتهابات العين ومشاكل الجهاز الهضمي. كانت جذوره وجذاميره تطحن وتغلى في مغلي لتنظيف الجروح وتسكين التهاب الحلق وتخفيف اضطرابات الجهاز الهضمي. وقد جعلته خصائصه المضادة للميكروبات والالتهابات من أكثر النباتات طلبًا.
كما أن جذوره الصفراء الزاهية جعلت من نبات الغولدنسيل صبغة شائعة للأقمشة والأدوات، مما زاد من قيمته في الطب والحياة اليومية. هذا الاستخدام المزدوج جعله سلعة شائعة التداول بين القبائل الأصلية والمستوطنين.
الطريقة
المشروب: انقع ملعقة صغيرة من مسحوق جذر الجولدنسيل في ماء ساخن لمدة 5 دقائق.
تحذير: تجنبي استخدامه أثناء الحمل أو الرضاعة.
المريمية
كان للمريمية أهمية روحية وعلاجية لدى الأمريكيين الأصليين، بمن فيهم لاكوتا ونافاجو. كانت أوراقها تُحرق في طقوس التطهير، كما كانت تُخمر في الشاي لعلاج نزلات البرد والحمى ومشاكل الجهاز الهضمي. كما استُخدمت خصائصها المضادة للميكروبات والالتهابات لعلاج التهاب الحلق والتهابات الجهاز التنفسي.
بالإضافة إلى استخداماته الطبية، كان يُعتقد أن دخان المريمية يُطهّر الأماكن من الطاقة السلبية، وكان حرقه خلال الطقوس يُعتبر وسيلةً لاستعادة التوازن والانسجام. ولا تزال هذه الممارسة، المعروفة باسم “التلطيخ”، تُستخدم على نطاق واسع في التقاليد الروحية والعافية حتى اليوم.
الطريقة
الشاي: انقع ملعقة صغيرة من أوراق المريمية المجففة في الماء المغلي لمدة 5 دقائق.
تحذير: ينصح بالحد من تناوله إلى كوبين يوميًا نظرًا لاحتوائه على الثوجون.
النعناع الفلفلي
كان النعناع، المعروف برائحته المنعشة وتأثيره المُبرِّد، يُستخدم على نطاق واسع من قِبَل قبائل مثل الزوني لعلاج مجموعة من الأمراض. كانت أوراقه تُنقع في الشاي لتخفيف عسر الهضم والغثيان والصداع، كما استُخدم النبات لعلاج احتقان الجهاز التنفسي. وامتدت خصائصه المُهدئة لتشمل تهدئة الأعصاب وتخفيف آلام العضلات.
كان يعتقد أن رائحة النعناع المنعشة تحفز اليقظة، وكان بعض القبائل يفركونها على صدغهم لتجنب التعب أثناء الرحلات الطويلة.
الطريقة
انقع ملعقة كبيرة من أوراق النعناع الطازجة أو المجففة في الماء المغلي لمدة 5-10 دقائق لتحضير شاي. لعلاج الاحتقان، استنشق بخار الماء المغلي المنقوع بأوراق النعناع.
الجينسنغ
كان الجينسنغ الأمريكي يعتبر منشطًا قويًا لدى الأمريكيين الأصليين، وخاصةً الإيروكوا والشيروكي. كانت جذوره تُمضغ أو تُنقع في الشاي لتعزيز الطاقة، وتحسين التركيز، وعلاج أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية. كما كان يُعتقد أن الجينسنغ يقوي جهاز المناعة ويساعد الجسم على التعافي من المرض أو الإرهاق.
بلغت قيمته حدًا جعل الرائد الأمريكي، دانيال بون، يتاجر به كسلعة، مما ساهم في الإفراط في حصاده في القرن الثامن عشر. وقد جعلته شعبيته في الطب الصيني من أكثر النباتات تصديرًا من أمريكا الشمالية.
الطريقة
اغلي شريحة أو شريحتين من جذر الجينسنغ المجفف في الماء لمدة 20 دقيقة لتحضير شاي منشط. امضغ قطعًا صغيرة من الجينسنغ النيء لزيادة طاقتك.
سينيكا سنايروت
استُخدم جذر سينيكا، الذي سمي بهذا الاسم نسبة إلى شعب سينيكا، في المقام الأول لصحة الجهاز التنفسي. كانت جذوره تحضر كمغلي لعلاج الربو والتهاب الشعب الهوائية وأمراض الرئة الأخرى. كما كان يعتقد أن له خصائص طاردة للبلغم، مما يساعد على إزالة المخاط من الرئتين، وكان يُستخدم أحيانًا لمواجهة آثار لدغات الثعابين.
تقول الأسطورة إن شعب سينيكا اكتشف خصائص النبات العلاجية بعد أن شاهد الحيوانات المصابة تحفر جذوره وتمضغها غريزيًا. لاحقًا، عُرض هذا النبات على المستوطنين، الذين بدأوا أيضًا باستخدامه لعلاجات تنفسية مماثلة.
الطريقة
اغلي ملعقة صغيرة من عشبة سينيكا في كوب من الماء لمدة 15 دقيقة. صفى واشربي كوب محلى بالعسل لتخفيف احتقان الجهاز التنفسي.
تحذير: استخدم باعتدال، الإفراط في الاستخدام قد يسبب الغثيان.
بندق الساحرة
شجيرة البندق الساحرة، وهي شجيرة شائعة في أمريكا الشمالية، استخدمتها قبائل مثل قبيلة شيروكي لخصائصها القابضة. كان لحاءها وأوراقها يُغلى ليُصبح سائلاً يُوضع على الكدمات والالتهابات والأورام. كما استُخدمت لتهدئة آلام العضلات وتقليل التورم الناتج عن لدغات الحشرات أو تهيج الجلد.
اعتمد المستعمرون الأمريكيون الأوائل على نبات البندق الساحر لخصائصه العلاجية، وأصبح عنصرًا أساسيًا في الأدوية الحاصلة على براءة اختراع في القرن التاسع عشر للعناية بالبشرة والالتهابات.
الطريقة
اغلي ملعقة أو ملعقتين صغيرتين من لحاء بندق الساحرة في الماء لمدة 20 دقيقة لتحضير مغلي. برديه واستخدميه كغسول موضعي لعلاج تهيج الجلد أو تورمه.
اللوبيليا
استخدم الأمريكيون الأصليون نبات اللوبيليا، المعروف أيضًا باسم التبغ الهندي، لعلاج مشاكل الجهاز التنفسي واضطرابات العضلات. دُخِّنت أوراقه وبذوره أو أُضيفت إلى الشاي لعلاج الربو والتهاب الشعب الهوائية واحتقان الصدر. كما استخدمته بعض القبائل كملين أو لتحفيز القيء في حالات التسمم.
يُطلق عليه لقب “عشبة القيء”، وهو يعكس استخدامه المتكرر كعامل مُزيل للسموم في طقوس التطهير. وكانت هذه الممارسة التطهيرية تُمارس غالبًا قبل الاحتفالات القبلية الكبرى.
الطريقة
انقع ملعقة صغيرة من أوراق اللوبيليا المجففة في ماء ساخن لمدة عشر دقائق. لعلاج البخار، أضف أوراق اللوبيليا إلى وعاء من الماء المغلي، وغطِّ رأسك بمنشفة، واستنشق البخار.
تحذير: استخدم بحذر، الجرعات الزائدة قد تكون سامة.
الكرز الأسود
كان لحاء شجرة الكرز الأسود ذا قيمة عالية لقدرته على تهدئة السعال وأمراض الجهاز التنفسي. وكان الأمريكيون الأصليون ينقعون اللحاء في شراب أو شاي لعلاج نزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية والسعال الديكي. كما أن تأثيره المهدئ الخفيف جعله مفيدًا لتهدئة الجهاز العصبي.
سرعان ما تبنى المستوطنون هذا العلاج، وأصبح لحاء الكرز الأسود مكونًا أساسيًا في شراب السعال التجاري المبكر. وكان يُقدّر بشكل خاص خلال أشهر الشتاء، عندما كانت أمراض الجهاز التنفسي شائعة.
الطريقة
اغلي ملعقة كبيرة من لحاء الكرز الأسود في الماء لمدة 30 دقيقة لتحضير شراب. أضف العسل للتحلية، وتناوله بجرعات صغيرة لتخفيف السعال.
كوهوش الأزرق
كان نبات الكوهوش الأزرق علاجًا أساسيًا لصحة المرأة بين الأمريكيين الأصليين، بما في ذلك الإيروكوا والشيروكي. واستخدمت جذوره وجذاميره لتحفيز الولادة، وتنظيم الدورة الشهرية، وعلاج الالتهابات. كما استخدمت مغلياته لعلاج آلام المفاصل واضطرابات الجهاز الهضمي.
أطلق عليه المستوطنون الأوائل لقب “جذر البابوز” بسبب ارتباطه بالولادة، وتم تداوله على نطاق واسع باعتباره عشبًا طبيًا قيمًا.
الطريقة
اغلي ملعقة صغيرة من جذر نبات الكوهوش الأزرق المجفف في كوب من الماء لمدة 15 دقيقة لتحضير مغلي قوي. استخدمه باعتدال نظرًا لفعاليته.
تحذير: تجنب الاستخدام بدون إرشادات مهنية بسبب السمية المحتملة.
النعناع الجبلي
استخدمَت قبائل مثل قبيلة شيروكي النعناع الجبلي، بخصائصه العطرية القوية، لعلاج نزلات البرد والحمى ومشاكل الجهاز الهضمي. وكانت أوراقه وأزهاره تُنقع في الشاي أو تُستخدم في كمادات لتخفيف التورم والالتهاب. كما عُرفَ بقدرته على طرد الحشرات وتسكين لدغاتها أو لسعاتها.
غالبًا ما كانت مجتمعات شيروكي تزرع النعناع الجبلي بالقرب من منازلهم، معتقدين أنه يجلب الرخاء ويحمي من المرض.
الطريقة
تنقع ملعقة كبيرة من أوراق النعناع الجبلي الطازجة في الماء الساخن لمدة 10 دقائق. لعلاج لدغات الحشرات، اسحق الأوراق الطازجة لتشكل ضمادة وضعها مباشرة على الجلد.
