بقلم: رشا شاهين
ربما ترى أنك لم تخطئ، وأن لديك ما يريح ضميرك من مبررات،
وتراني أنا المذنب أو المبالغ في تأثّري،
وتعتقد أن ما بيننا قد انتهى، وأن كلٌّ منا قد مضى في طريقه.
لكن الحقيقة أن القصة لم تنتهِ بعد.
أنا ما زلت أردد: “حسبي الله ونعم الوكيل”،
ولا أظن أن هذه الدعوة ستذهب سُدى…
فالحقوق لا تضيع عند من لا يغفل ولا ينام.
لا تنخدع بطمأنينة مؤقتة، ولا بضحكة ظاهرها الفوز…
فربما تكون قد ظلمت وسكتّ عن الحق،
ولكن الله لا ينسى.
﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ﴾
في يوم ما، سنقف أمام قنطرة الحساب،
وسيسألك الله عن حقي،
وساعتها…
لن تنفعك المبررات التي أقنعت بها نفسك، ولا الرواية التي صدّقتها لتبرّئ بها سلوكك.
قد تكون أوهمت الناس أنك المظلوم،
وقد تكون حتى صدّقت أنك لم تُخطئ،
لكنك لن تستطيع خداع العدل الإلهي.
لا تفرح كثيرًا لأنك خرجت من القصة دون خسارة ظاهرة،
فربما خسرت ما هو أثمن: نقاء القلب، وصفاء الضمير، وبراءة الموقف.
أنا لا أشمت، ولا أطلب سوى الإنصاف،
لكنني مشفقة عليك…
فأنت تحمل ذنبًا لا تشعر بثقله بعد.
اللهم إني قد سامحت قدر استطاعتي…
وما عجزت عن تحمله، فوّضته إليك.
