رسوم ترامب تُشعل أسعار المعادن وتضع المصانع الأمريكية على حافة الانهيار!

كتبت ـ مها سمير
تشهد الأوساط الصناعية في الولايات المتحدة حالة من الارتباك والخوف، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن فرض رسوم جمركية جديدة وصلت إلى 50% على واردات الصلب، مما أثار موجة من القلق داخل قطاعات صناعية تعتمد بشكل كبير على استيراد المعادن.
وفي ولاية ماريلاند، عبّر ريك هويثر، الرئيس التنفيذي لشركة “إندبندنت كان” العريقة، عن مخاوفه من تداعيات هذه الإجراءات الجمركية، مؤكدًا أن هذه السياسات تهدد مستقبل شركته التي يزيد عمرها عن 100 عام. وقال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: “الوضع أشبه بالفوضى. نحن مضطرون لرفع الأسعار بنحو 20% بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد”.
وأشار هويثر إلى أن مصنعه، الذي يُشغّل 400 موظف في أربعة مواقع، يعتمد على استيراد 70% من ألواح الفولاذ المطلية بالقصدير، لأن الإنتاج المحلي لا يغطي سوى ربع الطلب فقط. وأضاف: “لا يمكننا الاعتماد على صناعة محلية لا تلبّي الحاجة، وفرض رسوم على سلع لا ننتجها محليًا أمر غير منطقي تمامًا”.
تأثيرات سلبية وتراجع في الطلب
وتحدث هويثر عن تراجع في الطلب بنسبة تصل إلى 25% هذا العام، نتيجة تباطؤ اقتصادي واسع، فضلًا عن تبعات قرارات سابقة مشابهة في عهد ترامب الأول، حيث اضطرت الشركة إلى إغلاق أحد مصانعها جزئيًا في ولاية آيوا.
ورغم بعض المؤشرات على توجه محدود نحو دعم المنتجات الأمريكية، يشكّك هويثر في استمرارية هذا الاتجاه، مؤكدًا أن التجارب السابقة – خصوصًا بعد انتهاء أزمة كوفيد-19 – أظهرت عودة العملاء للاستيراد من الصين بمجرد استقرار سلاسل الإمداد.
نداء لسياسات واضحة
واختتم هويثر تصريحاته بنداء مباشر إلى صانعي القرار، قائلاً: “نحتاج إلى سياسات اقتصادية واضحة ومستقرة، لا وعود تتغير كل أسبوعين. نحن نصارع من أجل البقاء”.
ويُنظر إلى هذه الرسوم الجمركية كخطوة ضمن أجندة ترامب الاقتصادية “أمريكا أولًا”، والتي أثارت جدلاً واسعًا داخل أروقة الاقتصاد الأمريكي، حيث يرى البعض أنها قد تؤدي إلى موجة غلاء قادمة، تهدد بجعل المصانع الأمريكية ضحية للقرارات التي يُفترض أنها تحميها.