كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
في عالمٍ يتزايد فيه الاعتماد على الطبيعة والبحث عن البدائل العلاجية، قد يبدو استخدام الأعشاب للأطفال خيارًا لطيفًا وآمنًا. ولكن، خلف هذا المفهوم الشائع تكمن حقيقة بالغة الأهمية: ليست كل الأعشاب آمنة لطفلك. فما قد يكون مفيدًا للبالغين، قد يتحول إلى خطر حقيقي على صحة الأجساد الصغيرة سريعة التأثر. تتناول هذه المقالة بعضًا من الأعشاب الشائعة التي يجب تجنبها تمامًا عند التعامل مع الأطفال، مسلطةً الضوء على المخاطر المحتملة ومؤكدة على أهمية استشارة المتخصصين لضمان سلامة وصحة أطفالنا.
أعشاب شائعة قد تكون خطرة على الأطفال
الكافور: سام جدًا للأطفال، حتى بكميات صغيرة، ويمكن أن يسبب نوبات وتلفًا في الجهاز العصبي. غالبًا ما يوجد في المراهم الموضعية.
زيت النعناع الأساسي: على الرغم من أن شاي النعناع قد يكون آمنًا بكميات صغيرة للأطفال الأكبر سنًا، إلا أن زيت النعناع الأساسي شديد التركيز ويمكن أن يسبب مشاكل تنفسية خطيرة (مثل تشنج الحنجرة) خاصة للرضع والأطفال الصغار.
اليانسون النجمي الياباني: يجب الحذر الشديد من اليانسون النجمي، حيث يوجد نوعان: الصيني (الأمن نسبيًا بكميات صغيرة) والياباني (السام). من الصعب التمييز بينهما، لذا يفضل تجنب اليانسون النجمي للأطفال تمامًا.
عشبة خاتم الذهب: قد تكون سامة للكبد والجهاز العصبي للأطفال، وتتفاعل مع العديد من الأدوية.
الألوة فيرا – الجزء المأخوذ عن طريق الفم: بينما جل الألوة فيرا الموضعي آمن بشكل عام، فإن تناول الألوة فيرا عن طريق الفم يمكن أن يسبب تقلصات في البطن وإسهال وتفاعلات دوائية خطيرة.
كوهوش أسود: يستخدم عادة لأعراض انقطاع الطمث، ولكن لا توجد بيانات كافية عن سلامته للأطفال، وقد يكون له آثار جانبية خطيرة.
عشبة سانت جون: تتفاعل مع العديد من الأدوية الشائعة وقد تسبب حساسية للضوء. لا ينصح بها للأطفال.
الجينسنغ: على الرغم من فوائده المحتملة للبالغين، إلا أنه لا توجد أبحاث كافية عن سلامته وفعاليته للأطفال، وقد يؤثر على مستويات السكر في الدم.
إشنسا: على الرغم من شعبيتها لتعزيز المناعة، إلا أن فعاليتها للأطفال موضع نقاش، وقد تسبب ردود فعل تحسسية لدى بعضهم.
الخروع: البذور سامة للغاية وتحتوى على الريسين، وهو سم قوي يمكن أن يكون قاتلاً. حتى لمس البذور يمكن أن يكون خطيرًا.
الداتورا أو “زمير”: جميع أجزاء النبات سامة جدًا ويمكن أن تسبب هلوسة، تشنجات، وحتى الوفاة.
ست الحسن: نبات شديد السمية، يحتوي على قلويدات يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب هلوسة، تسارع ضربات القلب، وغيبوبة.
نصائح هامة
استشر طبيب الأطفال دائمًا: هذه هي القاعدة الذهبية. لا تعطِ أي عشبة لطفلك دون استشارة طبيب الأطفال.
لا تفترض أن “طبيعي” يعني “آمن”: العديد من المواد الطبيعية يمكن أن تكون قوية وسامة، خاصة للأطفال الذين تكون أجهزتهم المناعية والهضمية لا تزال في طور النمو.
ابحث عن معلومات موثوقة: إذا كنت تفكر في استخدام عشبة معينة، ابحث عن مصادر موثوقة مثل المؤسسات الصحية الكبرى أو الأبحاث العلمية.
راقب طفلك عن كثب: إذا اعتقدت أن طفلك قد تناول عشبة سامة، اطلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور.
احتفظ بالأعشاب بعيدًا عن متناول الأطفال: عامل الأعشاب كما تعامل الأدوية، وخزنها في مكان آمن وبعيد عن متناول أيدي الأطفال الفضوليين.
