كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
العديد من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي (الشقيقة) يلاحظون أن تغيرات الطقس يمكن أن تكون محفزًا لنوباتهم. في الواقع، تشير الدراسات إلى أن حوالي نصف المرضى يذكرون تغيرات الطقس كعامل محفز لنوبات الصداع النصفي.
العوامل الجوية التي تؤثر على الصداع النصفي
تغيرات الضغط الجوي (البارومتري): يعد هذا أحد أهم العوامل وأكثرها شيوعًا. عندما يتغير الضغط الجوي، يمكن أن يؤثر ذلك على التوازن بين الضغط داخل الجيوب الأنفية والضغط الخارجي، مما يسبب ألمًا. وقد يُنظر إلى الأشخاص الحساسين لتغيرات الضغط الجوي كـ “بارومترات بشرية”. حتى التغيرات الصغيرة في الضغط البارومتري يمكن أن تحفز الصداع النصفي.
تغيرات درجة الحرارة: سواء كانت حرارة شديدة أو برودة شديدة، أو تغيرات مفاجئة في درجة الحرارة، يمكن أن تؤثر على الصداع النصفي. فالحرارة المرتفعة قد تسبب الجفاف، وهو محفز معروف للصداع النصفي.
الرطوبة العالية أو الجفاف: الرطوبة العالية، خاصةً مع الحرارة، تزيد من تكرار الصداع النصفي وشدته. بينما يمكن أن يؤدي الجفاف (سواء بسبب الحرارة أو البرد الجاف) إلى الجفاف، وهو محفز آخر.
ضوء الشمس الساطع والوهج: يمكن أن يحفز ضوء الشمس الساطع أو الوهج البصري نوبات الصداع النصفي.
الطقس العاصف أو العواصف الرعدية: ترتبط العواصف بتغيرات سريعة في الضغط الجوي والرياح، مما يمكن أن يكون محفزًا.
الرياح القوية.
تلوث الهواء: يرتبط ارتفاع مستويات ملوثات الهواء بزيادة زيارات أقسام الطوارئ بسبب الصداع النصفي.
لماذا تؤثر تغيرات الطقس على الصداع النصفي؟
الآليات الدقيقة وراء العلاقة بين الطقس والصداع النصفي ليست مفهومة تمامًا، ولكن هناك بعض النظريات:
حساسية الجهاز العصبي: يُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم أجهزة عصبية أكثر حساسية للتغيرات البيئية.
تأثير على الأوعية الدموية: قد تؤثر تغيرات الضغط الجوي على تضييق وتمدد الأوعية الدموية في الدماغ.
تأثير على المواد الكيميائية في الدماغ: قد تؤثر تغيرات الطقس على مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين، والتي تلعب دورًا في الصداع النصفي.
الجفاف: تؤدي بعض الظروف الجوية إلى الجفاف، وهو محفز معروف للصداع النصفي.
تأثيرات غير مباشرة: قد تؤثر الظروف الجوية على عادات أخرى تؤثر على الصداع النصفي، مثل أنماط النوم أو مستويات التوتر.
هل العلاقة علمية مؤكدة؟
على الرغم من أن العديد من المرضى يبلغون عن هذه العلاقة، إلا أن الأبحاث العلمية كانت مختلطة. بعض الدراسات وجدت ارتباطًا، بينما لم تجد دراسات أخرى. يعود هذا جزئيًا إلى صعوبة دراسة هذه العلاقة، حيث تتداخل عوامل متعددة (مثل التوتر والنوم والنظام الغذائي) مع تأثير الطقس، كما أن ردود الفعل تختلف من شخص لآخر. ومع ذلك، هناك أدلة متزايدة تدعم هذه العلاقة، خاصة فيما يتعلق بالضغط الجوي ودرجة الحرارة.
الوقاية
بما أنك لا تستطيع تغيير الطقس، فإن أفضل طريقة للتعامل مع الصداع النصفي المرتبط بالطقس هي:
احتفظ بمفكرة للصداع: سجل متى تحدث نوبات الصداع النصفي، ومدة استمرارها، والعوامل المحتملة التي سبقتها، بما في ذلك الظروف الجوية. هذا يمكن أن يساعدك في تحديد المحفزات الخاصة بك.
راقب توقعات الطقس: إذا كنت تعرف محفزاتك الجوية، يمكنك محاولة اتخاذ تدابير وقائية قبل حدوث التغيرات الجوية المتوقعة (مثل البقاء في الداخل خلال الطقس شديد البرودة أو العاصف).
اتخذ الأدوية في وقت مبكر: إذا كنت تعرف أنك عرضة للصداع النصفي بسبب الطقس، فقد تتمكن من تناول الدواء الموصوف لك عند أول علامة لنوبة.
حافظ على نمط حياة صحي: تناول طعامًا صحيًا، ومارس الرياضة بانتظام، واشرب كمية كافية من الماء، واحصل على قسط كافٍ من النوم، وتحكم في مستويات التوتر. هذه العوامل يمكن أن تساعد في تقليل عدد وشدة نوبات الصداع النصفي بشكل عام.
استشر طبيبك: تحدث مع طبيبك حول محفزات الصداع النصفي المحتملة لتحديد العلاج المناسب لك.
