تقارير

حزب الله يستعد للمجهول: إخلاء مقرات مدنية وسط ضغوط متصاعدة

د. إيمان بشير ابوكبدة 

في خطوة ذات دلالات أمنية وسياسية عميقة، بدأ حزب الله بإخلاء منهجي لعدد من مجمعاته ومنشآته المدنية ومراكزه الخدمية، خاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت. يعكس هذا التحرك حالة تأهب واضحة واستعدادًا لمرحلة قد تشهد تطورات ميدانية غير متوقعة.

وتشير مصادر وكالة الأنباء الأسبانية إلى أن هذه الإجراءات تأتي في سياق سلسلة من التدابير الاحترازية التي يعتمدها الحزب، في ظل التغيرات المتسارعة على الساحة الإقليمية والضغوط الدولية المتزايدة التي قد تؤدي إلى تصعيد أمني مفاجئ. يرى مراقبون أن هذا الإخلاء يعكس قراءة دقيقة للوضع الراهن، ومحاولة للحد من المخاطر المحتملة التي قد تطال البنية المدنية والخدماتية للحزب، في وقت يشهد فيه المنطقة توترًا متصاعدًا واحتمالات مفتوحة على أكثر من سيناريو.

تُفهم هذه الإجراءات على أنها عملية إعادة تموضع داخلي لحزب الله، تأخذ في الاعتبار التهديدات المتزايدة، سواء من الهجمات الجوية الإسرائيلية أو من التغييرات المحتملة في المعادلات السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة.

صراع السلاح: المجتمع الدولي يضغط لنزع سلاح حزب الله والحزب يرفض

يُطالب المجتمع الدولي لبنان بجدول زمني محدد لنزع سلاح حزب الله، لا سيما في الجنوب. وفي هذا السياق، قدم الموفد الأمريكي توم براك مقترحًا للحكومة اللبنانية يرتكز على عدة محاور رئيسية:

نزع سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة: مقابل انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان والإفراج عن أموال مخصصة لإعمار المناطق التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

 إنجاز الإصلاحات المالية والاقتصادية: بالإضافة إلى ضبط الحدود ومنع التهريب، وزيادة الجباية الجمركية، وتشديد الإجراءات على المعابر والمرافق العامة.

تعد زيارة براك الأخيرة إلى بيروت هي الثالثة منذ طرحه لهذه الورقة، حيث كانت الأولى في يونيو الماضي لتقديم المقترح، والثانية في السابع والثامن من يوليو الجاري لمتابعة الأمر.

وفي مقابلة متلفزة في 27 يونيو الماضي، صرح براك بأن “الجناح العسكري لحزب الله يجب أن يُحل بالكامل. لا نقصد الجناح السياسي، بل الهيكل العسكري الذي لا يمكن قبوله”، مشددًا على ضرورة وضع جدول زمني لنزع السلاح.

في المقابل، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في أكثر من مناسبة، رفضه القاطع للمقترح الأمريكي. وقال: “على من يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولاً برحيل العدوان (إسرائيل). لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى