كتبت ـ مها سمير
كشفت تقارير موثوقة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد سلسلة اجتماعات أمنية مكثفة لدراسة خيار احتلال ما تبقى من مناطق قطاع غزة، وهو ما فجّر خلافات داخلية حادة في المؤسسة العسكرية والحكومية، وسط تحذيرات من عواقب وخيمة على المستويين الأمني والدبلوماسي.
انقسام حاد داخل الجيش:
مصادر مطلعة أكدت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، عبّر عن رفضه العلني لخطة نتنياهو، محذرًا من أن دخول قوات الاحتلال إلى المناطق المتبقية من القطاع قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، ويشكل عبئًا عسكريًا جديدًا في ظل التآكل المتزايد لقدرات الجيش بعد قرابة عامين من المعارك المتواصلة.
زامير، المدعوم من عدد من كبار الضباط الحاليين والمتقاعدين، يرى أن الحل الأمثل في هذه المرحلة هو تشديد الحصار على مناطق سيطرة حركة حماس، إلى جانب استخدام وسائل ضغط غير مباشرة لدفعها نحو القبول بصفقة تبادل أسرى، بدلاً من الدخول في مواجهة برية قد تكون مكلفة وطويلة الأمد.
تحذيرات من انعكاسات دولية:
التحذيرات لم تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل شملت أيضًا أصواتًا من داخل الحكومة وخارجها، عبّرت عن قلقها من التبعات السياسية والدبلوماسية لمثل هذا القرار، والذي قد يُفاقم عزلة إسرائيل الدولية، ويُهدد بتوسيع دائرة التصعيد مع قوى إقليمية.
في المقابل، يصر نتنياهو على أن “الحسم الكامل” في غزة هو الخيار الوحيد لضمان أمن إسرائيل، حتى لو استدعى ذلك تدخلاً بريًا جديدًا، في ظل انسداد مسار التفاوض مع حماس وتعثر جهود الوسطاء.
