كتبت ـ مها سمير
في جريمة تقشعر لها الأبدان، كشفت تحقيقات النيابة العامة بشمال الجيزة، بالتعاون مع أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، عن تفاصيل مأساوية في واقعة مقتل طفل يبلغ من العمر 12 عامًا داخل سوبر ماركت بشارع البطل أحمد عبد العزيز بمنطقة المهندسين، على يد شاب يعمل في صالون تجميل نسائي مجاور.
وبحسب التحريات الأمنية وشهادات شهود العيان، فإن الجريمة وقعت في لمح البصر، حين دخل المتهم – وهو في العقد الثالث من عمره – إلى المحل مدعيًا رغبته في شراء سلعة، ليباغت الطفل المجني عليه، عبد الرحمن، بطعنات متتالية ثم أجهز عليه بذبح عنقه قبل أن يفر هاربًا وسط ذهول الجميع.
وأكد أصدقاء الطفل الذين يعملون معه في السوبر ماركت أن المجني عليه كان يتناول الطعام برفقتهم لحظة دخول القاتل، ولم تمر ثوانٍ حتى تحوّل المشهد إلى فاجعة، حيث سقط عبد الرحمن مضرجًا في دمائه، وسط صرخات العاملين والزبائن.
كاميرات المراقبة في المنطقة رصدت تفاصيل الجريمة بدقة، بداية من لحظة دخول الجاني، وحتى ارتكاب الجريمة وخروجه مسرعًا، ثم مطاردته من قِبل الأهالي وأصحاب المحلات المجاورة، الذين تمكنوا من القبض عليه وتسليمه للشرطة بعد مقاومة عنيفة.
وأفاد عدد من الشهود أن القاتل، بعد الإمساك به، لم ينطق إلا بكلمتين فقط وسط حالته الانفعالية قائلاً: “غصب عني.. معلش”، ما زاد من غموض دوافعه وطرح تساؤلات حول حالته النفسية.
في الوقت نفسه، رصدت الكاميرات لحظات الطفولة البريئة لعبد الرحمن، حيث ظهر وهو يلهو أمام المحل قبل دقائق من مقتله، ما أضفى حزنًا أعمق على الواقعة، خاصة بعد تداول الفيديو بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بسرعة القصاص العادل.
من جانبها، تُجري النيابة العامة تحقيقات موسعة للوقوف على ملابسات الحادث، فيما يخضع المتهم لفحص نفسي لبيان مدى سلامته العقلية وقت ارتكاب الجريمة.
وتُعد هذه الجريمة واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها منطقة المهندسين مؤخرًا، وسط دعوات مجتمعية واسعة لتغليظ العقوبات على مرتكبي الجرائم البشعة، خاصة تلك التي تطال الأطفال.
