
كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
اصفرار بياض العين، أو ما يعرف طبيًا باليرقان، ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو مؤشر على وجود مشكلة صحية كامنة. تحدث هذه الحالة نتيجة تراكم مادة “البيليروبين” في الدم، وهي صبغة صفراء تنتج عن تكسر خلايا الدم الحمراء. في الوضع الطبيعي، يقوم الكبد بتصفية هذه المادة والتخلص منها، لكن أي خلل في هذه العملية يؤدي إلى ظهور اللون الأصفر على الجلد والعينين.
الأسباب الشائعة لاصفرار العين لدى البالغين
غالبًا ما تكون أسباب اليرقان مرتبطة بالكبد، المرارة، أو البنكرياس. ومن أبرز هذه الأسباب:
أمراض الكبد: يعتبر التهاب الكبد الوبائي، الكبد الدهني غير الكحولي (خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة)، وسرطانات الكبد من الأسباب الرئيسية التي تعيق وظائف الكبد وتمنعه من معالجة البيليروبين بشكل صحيح.
مشاكل القناة الصفراوية: قد يحدث انسداد في القناة الصفراوية بسبب حصى المرارة أو التهاباتها أو أورامها، مما يمنع تصريف البيليروبين ويؤدي إلى عودته إلى الدم.
مشاكل البنكرياس: يمكن أن يتسبب سرطان البنكرياس أو وجود أي خلل في قنواته في إعاقة تدفق العصارة الصفراوية.
أسباب أخرى: تشمل الأسباب الأخرى فقر الدم، تناول الكحول والمخدرات، ردة فعل تحسسية عند نقل الدم، وبعض الأسباب الوراثية. كما تؤدي زيادة نسبة فيتامين أ في الجسم إلى هذه الحالة، لأن الجسم لا يتخلص من الفائض منه بسهولة.
اصفرار العين لدى الأطفال حديثي الولادة
يعتبر اصفرار العين عند المواليد الجدد أمرًا طبيعيًا وشائعًا، يُعرف باسم اليرقان الفسيولوجي. يحدث هذا لأن كبد الطفل لم يكتمل نموه بعد ليتعامل مع البيليروبين بفعالية. عادةً ما يظهر هذا النوع من اليرقان في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة ولا يستدعي القلق الكبير، لكن يجب دائمًا إجراء فحص دم للمولود لمراقبة مستوى البيليروبين.
في حالات نادرة، قد ترتفع نسبة البيليروبين بشكل خطير، مما قد يسبب تلفًا في الدماغ أو الشلل الدماغي إذا لم يتم علاجه بسرعة. لذلك، المتابعة الطبية ضرورية لتجنب أي مضاعفات محتملة.
العلاج
العلاج الفعال لاصفرار بياض العين يعتمد بشكل أساسي على تشخيص السبب الجذري للمشكلة. يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة هذا العرض. قد يتضمن العلاج تغييرات في النظام الغذائي، أو أدوية، أو حتى إجراءات طبية أخرى حسب الحالة.