مازن السيد
في المدارس والنوادي وبيوت العائلات الكبيرة، يظهر خلل خطير حين يُترك الأطفال في مواجهة مباشرة مع شباب أكبر منهم بسنوات طويلة، بلا ضوابط أو فصل عمري واضح.
الفارق العمري ليس مجرد أرقام؛ إنه فارق في القوة والنضج والتأثير. وعندما يختلط المراهقون والشباب بالصغار بلا رقابة، تتحول البيئة من فضاء للتربية والأمان إلى أرض خصبة للمشاغبات، التنمر، بل وأحيانًا الإيذاء الجسدي والنفسي.
الأطفال في هذه الأجواء لا يفقدون فقط شعورهم بالأمان، بل يكتسبون سلوكيات أكبر من أعمارهم، ويُدفعون دفعًا إلى أنماط لا تناسب براءتهم. ومع استمرار هذا الخلط، تصبح هذه البيئات قنابل موقوتة، تنفجر آثارها في المجتمع كله.
إن حماية الأجيال الأصغر تبدأ من احترام حقهم في بيئة تناسب عمرهم، ومنع أي تهاون يضعهم تحت رحمة من هم أكبر وأقوى. المسؤولية هنا جماعية؛ على الأسر، والمدارس، والنوادي، وكل من بيده القرار. فإما أن نخلق بيئة آمنة تعزز الطفولة، أو نتحمل جميعًا تبعات صناعة جيل مهزوز يبحث عن الأمان الذي لم يجده.
