كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
مرض الكلى المزمن هو حالة تتدهور فيها وظائف الكلى تدريجيًا بمرور الوقت. لا يوجد علاج نهائي لهذا المرض، ولكن يمكن إدارته وإبطاء تقدمه من خلال مجموعة من الإجراءات، أبرزها:
الالتزام بنظام غذائي خاص
يُعتبر النظام الغذائي الصحي والمناسب للكلى حجر الزاوية في إدارة المرض. تهدف الحمية الكلوية إلى تقليل العبء على الكلى المريضة من خلال التحكم في كميات بعض العناصر الغذائية.
الحد من الصوديوم (الملح): يساعد تقليل تناول الملح في التحكم في ضغط الدم وتقليل احتباس السوائل في الجسم. يجب تجنب الأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة والأطعمة المعلبة والمملحة.
مراقبة البوتاسيوم: يجب على مرضى الكلى المزمن، خاصة في المراحل المتقدمة، الانتباه إلى كمية البوتاسيوم التي يتناولونها. بعض الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم هي الموز، البرتقال، البطاطس، السبانخ، والطماطم. في المقابل، تشمل الأطعمة منخفضة البوتاسيوم التفاح، الملفوف، الجزر، الفراولة، والعنب. يجب استشارة طبيب أو أخصائي تغذية لتحديد الكمية المناسبة لحالتك.
الحد من البروتين: قد ينصح الأطباء بتقليل كمية البروتين المستهلكة، حيث إن البروتين ينتج فضلات تزيد من العبء على الكلى. ومع ذلك، يجب أن يكون هذا التقييد تحت إشراف أخصائي تغذية لضمان حصول الجسم على الكمية الكافية من البروتين لمنع فقدان الكتلة العضلية.
الحد من الفوسفور: الأطعمة الغنية بالفوسفور مثل الألبان واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية قد تسبب مشاكل صحية لمرضى الكلى. يجب مراقبة مستويات الفوسفور في الدم وتناول الأطعمة بكميات معتدلة حسب توجيهات الطبيب.
اختيار الأطعمة الصحية: يُنصح بتناول الأطعمة الطازجة وغير المصنعة مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.
السيطرة على الحالات المرضية المصاحبة
تساهم إدارة الأمراض الأخرى في إبطاء تقدم مرض الكلى المزمن.
التحكم في ضغط الدم: يُعد ارتفاع ضغط الدم من أهم عوامل الخطر التي تزيد من تدهور وظائف الكلى. يجب على المرضى الالتزام بتناول أدوية ضغط الدم كما يصفها الطبيب ومراقبة قراءاتهم بانتظام.
التحكم في سكر الدم: إذا كان المريض مصابًا بداء السكري، فإن السيطرة على مستويات السكر في الدم أمر حيوي لحماية الكلى من المزيد من التلف.
تغييرات في نمط الحياة
ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية في الحفاظ على وزن صحي وتحسين الصحة العامة، مما ينعكس إيجابًا على صحة الكلى. يفضل استشارة الطبيب قبل البدء في أي برنامج رياضي.
الإقلاع عن التدخين: يتسبب التدخين في إتلاف الأوعية الدموية في الكلى، مما يفاقم من المرض. الإقلاع عن التدخين هو خطوة ضرورية لحماية الكلى.
تجنب الأدوية الضارة بالكلى: يجب تجنب تناول المسكنات المتاحة دون وصفة طبية (مثل الإيبوبروفين) بكميات مفرطة أو لفترات طويلة، حيث يمكن أن تسبب تلفًا في الكلى. يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل تناول أي دواء جديد.
المتابعة الطبية المنتظمة
زيارات منتظمة للطبيب: يجب على مرضى الكلى المزمن زيارة طبيبهم المختص (أخصائي أمراض الكلى) بانتظام لمراقبة وظائف الكلى وإجراء الفحوصات اللازمة، مثل اختبارات الكرياتينين ومعدل الترشيح الكبيبي.
تناول الأدوية الموصوفة: قد يصف الطبيب أدوية للمساعدة في التحكم في الأعراض والمضاعفات المصاحبة لمرض الكلى، مثل ارتفاع ضغط الدم وفقر الدم واضطرابات مستويات الكهارل.
علاجات متقدمة
في المراحل المتقدمة من المرض، قد يحتاج المريض إلى علاجات تعويضية لوظائف الكلى، مثل:
غسيل الكلى (الديال): يزيل السموم والسوائل الزائدة من الدم عندما تعجز الكلى عن القيام بوظيفتها.
زرع الكلى: يُعد الخيار الأفضل في بعض الحالات المتقدمة، حيث يتم استبدال الكلى التالفة بكلية سليمة من متبرع.
