كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة

كثير منا يلجأ إلى إعادة تسخين كوب القهوة الذي برد، أملًا في استعادة حيويته، لكن ما لا يدركه البعض هو أن هذه العادة قد تغير القهوة تماماً، ليس فقط من حيث الطعم، بل قد تؤثر أيضاً على سلامتنا. فالقهوة الطازجة تحمل في طياتها نكهات غنية ومركبات عطرية حساسة، لكن بمجرد تعرضها للحرارة مرة أخرى، تبدأ هذه المركبات في التفكك، مما يحوّل المشروب اللذيذ إلى سائل مرّ ومسطّح.

لماذا تفقد القهوة نكهتها عند إعادة تسخينها؟

يعدّ فقدان نكهة القهوة ورائحتها المميزة كابوسًا حقيقيًا لعشاقها، وهذا بالضبط ما يحدث عند إعادة تسخينها.

 تغير الطعم والرائحة: عند تسخين القهوة مجدداً، تتعرض المركبات العطرية الحساسة لعملية أكسدة، مما يؤثر سلباً على النكهة والرائحة. تتكسر الزيوت العطرية الأساسية التي تمنح القهوة مذاقها الفريد، والنتيجة تكون مشروباً مراً ذا طعم غير مستساغ.

زيادة المرارة: تشكل المرارة الناتجة عن إعادة التسخين مشكلة كبيرة، حيث أن الحرارة الإضافية تطلق مركبات كيميائية تُعزز من الطعم المرّ، مما يجعل من الصعب الاستمتاع بفنجان القهوة.

ارتفاع الحموضة: القهوة بطبيعتها تحتوى على أحماض، لكن التعرض المتكرر للحرارة يزيد من حموضتها بشكل كبير. هذا الارتفاع قد يسبب إزعاجاً لمن يفضلون قهوة أكثر سلاسة وتوازناً، كما يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي مثل آلام المعدة والغثيان.

المخاطر الصحية لإعادة تسخين القهوة

إلى جانب فقدان النكهة، قد تنطوي عملية إعادة تسخين القهوة على بعض المخاطر الصحية التي يجب أخذها في الاعتبار.

فقدان العناصر الغذائية: إعادة تسخين القهوة يمكن أن يؤدي إلى فقدانها بعض العناصر الغذائية الأساسية. على سبيل المثال، تبدأ مضادات الأكسدة القوية الموجودة فيها بالتحلل، مما يقلل من الفوائد الصحية للمشروب مقارنةً بالقهوة الطازجة.

تكون مادة الأكريلاميد: الأكريلاميد مادة كيميائية يمكن أن تتكون في بعض الأطعمة عند تعرضها لدرجات حرارة عالية، وتحدث هذه العملية أيضاً مع القهوة. كلما زاد تسخين القهوة، زاد احتمال تكون هذه المادة، والتي تُعد موضع دراسات بشأن علاقتها المحتملة ببعض الأمراض، وإن لم يتم تأكيد ذلك بشكل قاطع بعد.

نمو البكتيريا: إذا تُركت القهوة لفترة طويلة في درجة حرارة الغرفة، فإنها تصبح بيئة مناسبة لنمو البكتيريا. إعادة تسخينها لا تكون كافية عادةً لقتل جميع هذه البكتيريا، مما قد يؤثر على مذاق المشروب، وفي بعض الحالات، على سلامة الصحة.