الصحة والجمال

علاج جيني جديد يعكس ثلاثة أمراض من خلال حقنها في مجرى الدم

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

أصبح من الممكن الآن علاج أمراض الدم الوراثية، مثل فقر الدم المنجلي، باستخدام تقنية تعديل الجينات. تستخرج خلايا الدم الجذعية من المريض، وتعدل، ثم تعاد إلى نخاع عظمه، وهو ما يتطلب غالبًا عملية قتل الخلايا التالفة الموجودة لإفساح المجال لها.

على الرغم من فعاليتها، إلا أن هذه الأنواع من العلاجات مكلفة ومكثفة ومملة، وتتطلب جمع أعداد كافية من خلايا الدم الجذعية. البديل هو تعديل هذه الخلايا مباشرةً في الجسم. لكنها عادةً ما تكون مختبئة داخل نخاع العظم ويصعب الوصول إليها. عالج فريق من معهد IRCCS سان رافاييل العلمي في إيطاليا فئرانًا رضيعة من ثلاثة أنواع من أمراض الدم الوراثية باستخدام حقنة تعديل جينات مخصصة، عدلت الخلايا في دم الفئران مباشرةً.

استغل العلاج فرصةً زمنيةً فريدة. بعد الولادة، تتدفق خلايا الدم الجذعية من الكبد إلى نخاع العظم. وهناك، تتحول هذه الخلايا المراوغة إلى خلايا دموية ومناعية. لكن يصعب الوصول إليها لدى البالغين. على النقيض من ذلك، يمتلك الرضع وفرةً من الخلايا الجذعية المنتشرة في مجرى الدم، مما يجعلهم هدفًا سهلًا للعلاج الجيني.

نجح الفريق في إعادة برمجة الخلايا الجذعية الدموية للفئران بحقنة علاج جيني واحدة. كانت التعديلات طويلة الأمد، واستمرت حتى بعد زرعها في فئران لم تتلقَّ العلاج. كما عززت جرعة من “عوامل التعبئة” – وهي مواد كيميائية تحفز خلايا الدم والجهاز المناعي – التأثير لدى الفئران الشابة.

كتب الفريق أن الخلايا الجذعية الدموية المنتشرة بكثرة بعد الولادة لدى البشر أيضًا. يمكن استخدام هذه الطريقة لتعديل خلايا الدم الجذعية مباشرةً في الجسم لعلاج أمراض متعددة. إن الاستغناء عن استخراج الخلايا أولًا قد يجعل العلاج الجيني أكثر سهولة.

تشير النتائج إلى وجود فرصة علاج مبكر تتلاشى بسرعة مع التقدم في السن. لكن إضافة العديد من الأدوية المعتمدة سريريًا يمكن أن توسع هذه الفرصة. تُعرف هذه الأدوية باسم “أدوية التحريك”، وهي تُجبر الخلايا الجذعية على الدوران وتزيد من كفاءة تعديل الجينات.

يسعى الفريق الآن إلى تطبيق هذه النتائج على البشر. يُظهر تحليل عينات الدم وجود عدد كبير من خلايا الدم الجذعية المنتشرة لدى الرضع، مما يشير إلى أن لدى البشر أيضًا “فترة زمنية فريدة وحساسة” عندما يُمكّن لقاح العلاج الجيني من تصحيح اضطرابات الدم.

في الوقت الحالي، لا يزال تعديل الخلايا الجذعية الدموية خارج الجسم أكثر فعالية. لكن الدراسة تُشير إلى إمكانية تحقيق “فائدة علاجية كبيرة” باستخدام النهج الجديد، وفقًا للفريق البحثي. ويمكن أن تُساعد هذه التقنية، على وجه الخصوص، المرضى الذين لديهم عدد محدود من الخلايا الجذعية الدموية.

وقال مؤلف الدراسة أليسيو كانتوري: “بينما تظل الكفاءة محدودة حاليًا مقارنة بالعلاجات خارج الجسم الحي الراسخة، فقد تكون كافية، إذا تم تكرارها على الأطفال الرضع، لعلاج بعض الأمراض الوراثية مثل نقص المناعة الشديد أو فقر الدم فانكوني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى