كتبت ـ مها سمير
في خطابٍ ألقاه اليوم الأربعاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن الرئيس الإيراني “مسعود بزّكيان” أن طهران لا تنوي تطوير أسلحة نووية، مجددًا التأكيد على موقف الجمهورية الإسلامية من البرنامج النووي في خضم تصاعد التوترات الدولية.
قال بزّكيان: «أعلن أمام هذه الجمعية مرة أخرى أن إيران لم تسعَ قطّ، ولن تسعى، لبناء قنبلة نووية. نحن لا نطلب أسلحة نووية».
وقد جاء هذا الإعلان في وقتٍ حساس للغاية، قبل أيام من الموعد المحتمل لإعادة فرض عقوبات دولية على طهران بموجب آلية «الاسترجاع التلقائي» (snapback).
ووجه الرئيس الإيراني انتقادات حادة للدول الثلاث الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المعروفة بـ «E3»)، متهما إياها بالعمل بـ «بذريعة الضغط الأميركي» لبدء عملية إعادة العقوبات.
كما أدان ما وصفها بـ «الضربات الإسرائيلية والأميركية» التي وقعت في يونيو، وقال إنها أحدثت «ضربة جسيمة للثقة الدولية وإمكانية السلام في المنطقة».
بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، عادت الاتهامات الغربية إلى طهران بخرق التزاماتها، ولا سيما فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم.
الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) شرعت في أواخر أغسطس في تفعيل آلية تستمر 30 يومًا لإعادة فرض عقوبات إذا لم تستجب إيران لمطالبها، وهو ما ينتهي في 27 سبتمبر.
تردد أن الدول الأوروبية عرضت تمديد المهلة إلى ستة أشهر إذا وافقت إيران على استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، وإعادة السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى مواقعها، وتوضيح مخزون اليورانيوم المخصب.
من جهة أخرى، القائد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي، أعلن رفضه لإجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، واصفًا الأمر بأنه «طريق مسدود».
طهران تؤكد أن برنامجها النووي هو لأغراض مدنية فقط، وسبق أن أصدر خامنئي فتوى تتيح النبذ الديني لاستخدام الأسلحة النووية.
تقييم مبدئي
خطاب الرئيس بزّكيان يأتي كتأكيد قوي للموقف الرسمي الإيراني بأن الدولة لا تنوي امتلاك سلاح نووي، في مواجهة الضغوط المتصاعدة من الغرب. لكن المواقف نفسها سبق أن ترددت على لسان مسؤولين إيرانيين آخرين في مناسبات سابقة، وقد يُساءل مراقبون عن مدى التزام التنفيذ على الأرض، خصوصًا في ظل مساعي إعادة العقوبات وتصاعد الشكوك الدولية بشأن الشفافية.
