د/حسين السيد عطيه
– أصبح علم القراصنة من سلسلة المانغا اليابانية الشهيرة ”ون بيس“ رمزًا للمقاومة بين الشباب في عدة دول آسيوية، مستوحى من قصة القراصنة الذين يتحدون السلطات الفاسدة.
ظهر علم ”جولي روجر“ الخاص بسلسلة ”ون بيس“، الذي يُظهر جمجمة مبتسمة ترتدي قبعة قش صفراء وشريطًا أحمر، في مظاهرات حديثة في إندونيسيا، نيبال، تيمور الشرقية، والفلبين، وكذلك في فرنسا. بدأ الانتشار في يوليو/ تموز 2025 في إندونيسيا، حيث رفع المحتجون العلم كبديل عن العلم الوطني، معبرين عن غضبهم من دعوة الرئيس برابوو سوبيانتو لرفع الأعلام احتفالًا بالذكرى الثمانين لاستقلال البلاد في 17 أغسطس/ آب.
ردت الحكومة الإندونيسية بتحذير من فرض عقوبات جنائية على أي تصرف يُهين شرف العلم الوطني، ووصفت استخدام العلم ”القرصاني“ بأنه ”خيانة“ و”دعاية لتفريق البلاد“. ومع ذلك، انتشر الرمز عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيدًا من شعبية المانجا في المنطقة، ليصبح رمزًا للتمرد ضد الفساد والامتيازات السياسية.
في نيبال، رفع الشباب العلم أثناء احتجاجات ”جيل زد“ ضد الفساد والرقابة على وسائل التواصل، مما أدى إلى حرق بوابات قصر البرلمان في كاتماندو. أما في الفلبين، فقد ظهر في مسيرة ”التريليون بيسو“ ضد الفساد والمشاريع الوهمية، وفي تيمور الشرقية، رفع الطلاب العلم احتجاجًا على معاشات المشرعين مدى الحياة. يُرى هذا الانتشار كدليل على تحول الثقافة الشعبية إلى أداة للنضال السياسي، حيث يعبر الشباب عن هويتهم الجماعية من خلال رموز مألوفة.
حلل البروفيسور إيكويا توكورو من جامعة طوكيو للدراسات الأجنبية، الذي يدرس انتشار الثقافة الشعبية اليابانية عبر الحدود في جنوب شرق آسيا، خلفية انتشار العلم، قائلاً: ”ظاهرة حدثت في إندونيسيا ونيبال انتشرت إلى دول أخرى بين الشباب الذين يتابعون الأخبار العالمية بانتظام على وسائل التواصل الاجتماعي“. وأشار إلى أن علم القراصنة ”كان بمثابة رمز ينقل رسالة يمكن فهمها حتى في ظل اختلافات طفيفة في الموقع“.
