الشباب بين التفكير السلبي وفرص العمل في عصر التطوير

أحمد حسني القاضي الأنصاري
في ظل ما يشهده العالم من تطور متسارع في شتى المجالات، لا يزال بعض الشباب يتبنى نظرة سلبية تجاه سوق العمل، ويظن أن الفرص محدودة، وأن الوضع المادي لا يساعد على التقدم. لكن الحقيقة أن الأرزاق بيد الله وحده، والعمل لا ينقطع، بل يتغير شكله وطبيعته وفقًا لمتطلبات العصر.
كثيرون يرددون أن فرص العمل قليلة والدخل ضعيف، لكن التحدي الحقيقي لا يكمن في قلة الفرص، بل في مدى الاستعداد لها. فاليوم لم تعد الشهادات كافية، بل أصبحت المهارات العملية والتكنولوجية هي الأساس لأي وظيفة حديثة.
تشهد مصر في الوقت الحالي نهضة تنموية كبرى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال مشروعات قومية عملاقة ومدن جديدة مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، إلى جانب طفرة كبيرة في البنية التحتية والمجالات الصناعية والمعمارية. وهذه المشاريع تفتح الباب أمام فرص عمل حقيقية ومتنوعة في مختلف التخصصات.
نحن نعيش في “عصر التطوير”، حيث حلت التكنولوجيا محل النماذج التقليدية في التوظيف. لذا أصبح من الضروري أن يتجه الشباب لتعلُّم مهارات جديدة، مثل البرمجة، الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، واللغات الأجنبية. هذه المهارات أصبحت من أهم مفاتيح النجاح في سوق العمل الحديث.
المدن الذكية تمثل نموذجًا واضحًا لمستقبل العمل، مثل مدينة “نور” الذكية ضمن مشروع “مدينتي”، والتي تعتمد على الطاقة الشمسية والتكنولوجيا الحديثة في كل مرافقها. هذا النموذج يعكس التوجه نحو اقتصاد رقمي ومجتمع معرفي، يتطلب شبابًا مؤهلًا ومطورًا لقدراته.
الرسالة هنا واضحة: لا تتوقف عند العقبات، بل طوّر من نفسك لتصنع الفرصة.