د/ حمدان محمد
السحر من أخطر الأبواب التي حذرنا منها الإسلام لأنه طريق للضلال والمهالك وقد جاء في كتاب الله الكريم قوله تعالى (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن السحر من السبع الموبقات المهلكات فقال (اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات) رواه البخاري ومسلم
وقد ظهر في الآونة الأخيرة قصص متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي تعكس حجم انتشار الخرافة والجهل ومن أبرزها ما نُقل عن إحدى السيدات التي هددت سلفتها بأنها ستأتي بشيخ يتوضأ باللبن حتى تمنعها من الحمل وهذا واقع مرير وهو أن بعض الناس ما زالوا يصدقون أن السحر قادر على التحكم في الأرزاق والذرية فهذه القصة وغيرها تكشف خطورة الانجراف وراء الدجالين والمشعوذين الذين يبتزون الناس بأموالهم وعقولهم ويستغلون ضعف الإيمان عند البعض فبدل أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء والصبر والتضرع يذهبون إلى من يبيع لهم الوهم باسم الدين
فإن الإسلام وضع العلاج الحقيقي وهو التوكل على الله والتحصن بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم قال تعالى (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من نزل منزلا فقال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك) وعليه فإن السحر مهما عظم خطره لن يضر أحدا إلا بإذن الله والواجب على المسلمين جميعا أن يغلقوا هذا الباب نهائيا وأن يحذروا من الوقوع في مستنقع الخرافة والباطل
السحر بين الحقيقة والخرافة
13.7K
المقالة السابقة
