د.نادي شلقامي
الدوحة… ليست مجرد وسيط، بل مركز الثقل الذي يمسك بالخيوط كلها! في ذروة الانتظار العالمي لـ”نعم” أو “لا” من حركة حماس حول الخطة الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة، تجاهل البيت الأبيض البروتوكولات المعتادة. فجأة، يكسر الرئيس دونالد ترامب الصمت بالتوجه مباشرة إلى مصدر القوة والنفوذ، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد. إن هذه المكالمة الهاتفية في هذه اللحظة العصيبة ليست مجرد محادثة دبلوماسية؛ بل اعتراف صريح بأن مفتاح إنهاء الحرب قد لا يكون في واشنطن أو غزة، بل مع أمير قطر تحديداً!
وذكرت المصادر في وقت سابق أن مسؤولين من قطر ومصر وتركيا اجتمعوا مع مفاوضي “حماس”، الثلاثاء، لمناقشة الرد على المقترح الأمريكي.
وفي قطر، قالت وكالة الأنباء إن أمير البلاد “جدد التأكيد على دعم دولة قطر لجهود إحلال السلام”، معبرا عن ثقته في “قدرة الدول الداعمة لخطة الرئيس الأمريكي للوصول إلى تسوية عادلة تضمن الأمن والاستقرار في المنطقة وتصون حقوق الشعب الفلسطيني”.
وأضافت: “جرى خلال الاتصال مناقشة المستجدات بشأن خطة ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة، كما جرى استعراض العلاقات الاستراتيجية الوثيقة بين البلدين في مختلف مجالات الشراكة والتعاون الثنائي، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من المستجدات الإقليمية والدولية الأخرى ذات الاهتمام المشترك”.
يذكر أن ترامب كان وقع، الاثنين، أمرا تنفيذيا يلزم الولايات المتحدة بضمان أمن قطر، وهو التزام هام تجاه حليف عربي غير عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أن الأمر “يؤكد أن أي هجومٍ مسلح على أراضي قطر أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية سيُعتبر تهديدا للسلم والأمن في الولايات المتحدة”.
وأضاف البيان أن الأمر يعكس أيضًا “العلاقات القوية والطويلة الأمد بين الدوحة وواشنطن”.
ويأتي هذا الأمر في الوقت الذي قدم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتذارا هاتفيا ، خلال زيارة للبيت الأبيض، الاثنين، لرئيس الوزراء القطري عن الضربة التي نفذتها إسرائيل في الدوحة الشهر الماضي.
