د.نادي شلقامي
عملية “ميترون”: سقوط عميل الموساد في قلب إسطنبول
في قصة أشبه بأفلام الإثارة والتجسس، هزت الأجهزة الأمنية التركية شبكة استخباراتية إسرائيلية، لتعلن يوم الجمعة عن صيد ثمين: القبض على شخص يحمل الاسم الحركي سركان تشيتشك. لم يكن تشيتشك مجرد اسم، بل كان خيطًا متهمًا بالعمل مباشرة لصالح جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”.
في تحرك مشترك أطلق عليه اسم “ميترون”، نسجت الاستخبارات التركية خيوط عمليتها بالتعاون مع النيابة العامة وفرع مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول. العملية لم تكن مجرد اعتقال عابر، بل كانت تتويجًا لجهد أمني مكثف أزاح الستار عن عميل سري يُزعم أنه كان ينشط في قلب تركيا. ما هي الأسرار التي كان يحملها هذا العميل، وما هي الأهداف التي كان يسعى لتحقيقها للموساد قبل أن تسقط “ميترون” عليه؟
ونقلت الوكالة عن المصادر الأمنية التركية قولها إنه “وفقا لمعلومات جمعها جهاز الاستخبارات التركي، تبيّن أن تشيتشك كان على صلة بالمدعو فيصل رشيد، أحد عناصر المركز الإسرائيلي للعمليات عبر الإنترنت”.
كما أظهرت المعلومات بحسب “الأناضول أن “تشيتشك وافق على تنفيذ أنشطة تجسسية لصالح رشيد تستهدف ناشطًا فلسطينيًا معارضًا للسياسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط”.
وأظهرت التحقيقات التركية أن الاسم الأساسي لسركان تشيتشك هو محمد فاتح كلاش، وأنه قام بتغييره بعد تراكم ديون كبيرة عليه في حياته. وعقب ذلك ترك التجارة، وأسس منذ عام 2020 شركة “باندورا للتحريات” وبدأ العمل بصفته محققا خاصا.
وتعرّف تشيتشك خلال أنشطته في مجال التحري على شخص يدعى موسى كوش، وهو معتقل بتهمة التجسس لصالح الموساد، وكذلك على المحامي طغرل هان ديب، وعمل معهما في أنشطة التحري.
وأضافت الأناضول أن “أنشطة تشيتشك في مجال التحري لفتت انتباه عملاء الموساد، فتواصل معه فيصل رشيد، عبر تطبيق واتساب في 31 يوليو/تموز، مقدمًا نفسه على أنه موظف في مكتب محاماة خارج البلاد”.
وبحسب المصادر، فقد طلب رشيد من تشيتشك تنفيذ عملية تتبّع على مدار 4 أيام تستهدف ناشطًا فلسطينيًا معارضًا لسياسات إسرائيل في الشرق الأوسط يقيم في منطقة باشاك شهير بإسطنبول، طبقا لما أوردت وكالة “الأناضول”.
وقالت المصادر: “قام رشيد بتحويل 4 آلاف دولار عبر إحدى العملات المشفرة إلى تشيتشك” بتاريخ 1 أغسطس/آب الماضي، وعندما بحث تشيتشك عبر الإنترنت عن اسم الشخص المستهدف واكتشف أنه ناشط فلسطيني، ورغم معرفته بأن كوش- الذي كان يستعين به في أعمال التحري- اعتُقل وحُكم عليه بالسجن 19 عامًا بسبب تعامله مع إسرائيل، إلا أن تشيتشك وافق على العرض الذي قدمه له رشيد.
