ابراهيم الديب
رمضان تحول فجأة من سباك لكاتب سيناريو! هذا ما أخبر به زوجته المسكينة الساذجة ،وأخبرت الزوجة المغلوبة على أمرها أهلها بذلك التحول الخطير في حياة رمضان ،والذي بسببه سيتغير وضع العائلة المادي والاجتماعي أيضا..تسربت من رأسه في الفترة الأخيرة أفكارا كثيرة أكثر من تسرب مياه حنفياته ومواسيره في الشقق ،التي يقوم فيها بأعمال السباكة ….. والتي كثيرا ما تتسرب مياه الصرف إلي داخل الشقق التي يقوم فيها بأعمال السباكة حتى تعلو الصالة السجاجيد ، و تصل لداخل شقق الجيران المجاورة ،والتي من المفترض في وضع سيرها الطبيعي : أن تتخذ طريقا لبلاعة الشقة لبلاعة الشارع مباشرةً، ومن نافلة القول أن أذكر أنه هذا عيب صنعه .
أغلق أخيراً على نفسه غرفة، لم يعد يعمل بعد أن ترك مهنته الأساسية وجلس لكتابة سيناريوهات أفلام ستكسر السوق وتقلب موازين صناعة السينما رأسا علي عقب ،كما أخبر زوجته بذلك ،أتي أقارب زوجته للبيت ليقنعوه بالعدول عن تلك الفكرة المجنونة وأن يعود لعمله في مجال السباكة ويترك مجال السينما لأهله ودارسيه ،بعد أن أخبرتهم زوجته أنه في السنين الأخيرة لا يشاهد إلا أفلام السبكي؛ ويرغب في تسمية الولد الذي في بطنها بعد وضع الحمل” محمد “ليكون اسمه” محمد رمضان” ،دخلت زوجته لتخبره أن أقاربها بالبيت ويريدون لقاءه ولكنه رفض بعد أن أخبرهم على لسانها أنه لم يعد إلا القليل :وينتهي من وضع اللمسات الأخيرة لسيناريو فيلم :عبده يصارع العصابة في الخرابة !
