د.نادي شلقامي
واشنطن تدرس فرض اتفاق كخيار أخير في حال فشل مفاوضات حماس وإسرائيل.
مع ترقُّب العالم لانفراجة، تشتد وتيرة الجهود الدبلوماسية في شرم الشيخ، مصر، حيث انطلقت اليوم مفاوضات غير مباشرة وحاسمة بين إسرائيل وحركة حماس. وعلى وقع هذه التطورات، خرج البيت الأبيض ببيان قوي، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تضع ثقلها الكامل لدفع هذه المساعي بأقصى سرعة ممكنة. هذا الإعلان يشير إلى تحوّل نوعي في الأزمة، خاصة مع تأكيد المتحدث باسم البيت الأبيض على الرغبة في “التحرك بسرعة كبيرة بشأن تنفيذ خطة غزة”، وكشفه عن إجراء “مشاورات فنية” معمقة تجري حالياً في مصر لوضع أساس متين لهذه الخطة.
فيما أفاد مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستفرض صيغة اتفاق حال تعثر محادثات الطرفين لوقف الحرب في غزة، وفق ما نقلته القناة الـ 12 الإسرائيلية، اليوم الاثنين.
جاء ذلك، بعدما رجح مسؤول مطلع على المحادثات ألا تكون جولة اليوم الاثنين سريعة، فقد توقع المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن تستمر لبضعة أيام على الأقل، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
ورأى أنه من غير المرجح التوصل سريعاً إلى اتفاق، نظراً لأن الهدف هو التوصل إلى اتفاق شامل مع تحديد جميع التفاصيل قبل بدء تنفيذ وقف إطلاق النار.
“قلق من انسحاب إسرائيل”
بدوره، أعرب مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات عن تشككه في احتمالات حدوث انفراجة في ظل انعدام الثقة المتبادلة، قائلاً إن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى قلقة من احتمال انسحاب إسرائيل من المفاوضات بعد استعادة الرهائن.
إلى ذلك، قال مصدر في حماس لرويترز، إنه من المرجح أن تكون القضية الشائكة هي المطلب الإسرائيلي الذي ورد في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تنزع الحركة سلاحها، وهو أمر تصر حماس على أنه لا يمكن أن يحدث ما لم تنهِ إسرائيل احتلالها لقطاع غزة وتقام دولة فلسطينية.
وكان الوفد الإسرائيلي وصل في وقت سابق اليوم إلى شرم الشيخ، فيما ترأس وفد حماس خليل الحية، رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة وكبير مفاوضيها.
ووفقاً لبيان أصدرته حماس في وقت متأخر من أمس الأحد، سيسعى مفاوضو الحركة إلى الحصول على توضيح بشأن آلية تنفيذ عملية مبادلة الرهائن المتبقين (الأحياء والأموات) بفلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل، بالإضافة إلى انسحاب عسكري إسرائيلي من غزة ووقف إطلاق النار.
يذكر أن المرحلة الأولى من الخطة التي كشف عنها ترامب الأسبوع الماضي، وأعلنت إسرائيل وحماس تأييدها، تتعلق بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين محتجزين في سجون إسرائيل.
ولا يزال 48 أسيراً إسرائيلياً محتجزين في القطاع الفلسطيني، 20 منهم فقط على قيد الحياة، وفق رويترز.
بينما يقبع المئات من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ سنوات.
