د. نادي شلقامي
بعد أشهر من الدمار والمعارك الطاحنة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فجر اليوم ما قد يمثل نقطة تحول جذريّة في الصراع: التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. هذا الإعلان الهزّاز يتجاوز مجرد هدنة مؤقتة؛ فبالإضافة إلى إقرار تدفق المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، فإنَّ أبرز بنوده وأكثرها إثارة هو انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من القطاع. فهل تصمد “كلمة السر” التي أعلنتها حماس هذه المرة، وهل تُفتح صفحة جديدة فعلاً بعد هذا الضغط؟ الجميع يترقب تفاصيل الاتفاق الذي أعلنت عنه الحركة، والذي سيحدد مصير ملايين الفلسطينيين في غزة.
جاء الإعلان بعد مفاوضات مكثفة في شرم الشيخ حول المقترح الأمريكي، حيث أشادت الحركة في بيانها بجهود الوساطة التي قادتها قطر ومصر وتركيا، كما أثنت على جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “الساعية إلى وقف الحرب نهائيا وانسحاب الاحتلال بشكل كامل من قطاع غزة”.
ودعت الحركة الرئيس ترامب والدول الضامنة للاتفاق إلى “إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملةً، وعدم السماح لها بالتنصل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه”.
ووجهت حماس تحية للشعب الفلسطيني “الذي سجل مواقف عز وبطولة وشرف لا نظير لها”، مؤكدة أن “تضحيات شعبنا لن تذهب هباء، وأننا سنبقى على العهد، ولن نتخل عن حقوق شعبنا الوطنية حتى الحرية والاستقلال وتقرير المصير”.
