بقلم: أحمد القاضى الأنصارى
كثيرون يحملون الشهادات، لكن القليل منهم يحملون الحكمة.
الجامعة تُعلّمك الدروس، أمّا الحياة فتُدرّسك التجارب.
شهادة الكلية ورقة، أمّا شهادة الحياة فهي خبرة وعبرة.
من عاش الحياة بعقلٍ واعٍ صار أستاذًا بلا قاعات.
كل موقفٍ يمر بك درس، وكل تجربةٍ امتحان.
ليس المتعلم من قرأ الكتب، بل من فهم الناس والظروف.
الحياة قاسية، لكنها المعلّم الأصدق دائمًا.
تسقط لتتعلم، وتفشل لتعرف طريق النجاح.
شهادة الحياة تُمنح لمن صبر وكافح ووقف من جديد.
كم من رجلٍ بلا شهادة، صنع مجدًا بعزيمته.
وكم من متعلمٍ لم يستطع مواجهة الحياة رغم علمه.
القوة في الفهم، لا في الورق المختوم.
الخبرة تزرعها الأيام، والعقل يسقيها بالتجارب.
كل تحدٍّ يخوضه الإنسان، يمنحه شهادة جديدة.
فلا تفتخر فقط بما درست، بل بما تعلّمت من الحياة.
الحياة مدرسةٌ مفتوحة أبوابها للجميع.
ومن اجتهد فيها، كان من الناجحين حقًّا.
فالعبرة ليست في الدرجات، بل في الصمود والمواقف.
شهادة الكلية تُكسبك علمًا، وشهادة الحياة تُكسبك نضجًا.
ومن جمع بينهما، فقد نال المجد مرتين.
