د.نادي شلقامي
فيما يترقب العالم تحولاته الجذرية، تُعلن الإمارات خروجها من مربع الانتظار إلى قيادة السباق. على لسان معالي عهود الرومي وزير دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، تؤكد الدولة أنها لا تكتفي بـ “التبني”، بل تُصَنِّعُ المستقبل ذاته، مُرسِّخةً موقعها كنقطة التقاء عقول العالم. لم تعد الرؤى مجرد خطط، بل هي مبادرات عالمية استباقية تُقام على أرضها، جامعةً نخبة المفكرين وصناع الغد. الإمارات ترسم بخطوات واثقة المسارات الجديدة للقطاعات الحيوية، مؤكدة أن القيادة الاستباقية هي العملة الوحيدة لترسيخ الهيمنة على الغد.
وقالت معاليها في كلمتها خلال اجتماعات مجالس المستقبل العالمية في دبي، أن العديد من صناع المستقبل والمستلهمين والخبراء ورواد الأعمال. سيشاركون في أعمال 37 مجلساً في مختلف القطاعات المهمة لمستقبل التنمية العالمية. لافتة إلى أنه في دولة الإمارات هناك شغف نوعي في صناعة المستقبل واهتمام كبير بمثل هذه المنصات الحيوية التي تناقش تطورات المستقبل.
تحولات كبرى
وأضافت معاليها: نجتمع اليوم في منتصف عقد تاريخي تقف فيه البشرية على مفترق طرق تتسارع فيه وتيرة المتغيرات المحورية، وتتداخل فيه الأزمان، وتمتزج فيه التحديات، وتواجه فيه أسئلة غير مسبوقة يفرضها التطور العلمي والسباق التكنولوجي.ومع تسارع وتيرة التحولات، نشهد اليوم أزمةثقة على المستوى العالمي، فبحسب أحدث الدراسات، انخفضت الثقة العالمية بالمؤسسات في الاقتصادات المتقدمة إلى 49%، وهو الأدنى منذ بدء إصدار هذا المؤشر.
نماذج التعاون
وتابعت معاليها يتطلب هذا الواقع إعادة النظر في نماذج التعاون العالمية، ويشدد على الحاجة إلى تصميم مستقبل أكثر إشراقاً واستدامة للبشرية.
وأشارت معاليها إلى أن التحولات العالمية تقودها ثلاثة مسارات رئيسية، أولها تصاعد وتوسع الموجة الرقمية الجديدة، موضحة أن 70% من القيمة المضافة الجديدة خلال العقد القادم ستكون قائمة على نماذج الأعمال التي تنتجها التكنولوجيا الرقمية.
وأضافت: الذكاء الاصطناعي هو أولويّة رئيسية في دولة الإمارات، وقد أصبح اليوم قوة تنموية محركة يمكنها أن تضيف ما يصل إلى 7 تريليونات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030. لكنها تتطلب تصميماً محوره الإنسان، ومعايير وحوكمة أخلاقية عالمية مشتركة، ومهارات جديدة للمجتمعات كافة لتحقيق أفضل النتائج.
وقالت مع تنامي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يتزايد أيضاً التوتر في الفضاء السيبراني، إذ يُتوقع أن تبلغ التكلفة العالمية للتهديدات السيبرانية نحو 20 تريليون دولار بحلول 2030، ما يؤكد أن المرونة والثقة والبنية التحتية الرقمية الآمنة باتت من الركائز الأساسية للمستقبل.
وأشارت إلى أننا شهدنا أمس انعقاد الاجتماعات السنوية للأمن السيبراني ضمن أجندة اجتماعات مجالس المستقبل العالمية لهذا العام.
اختلاف أولويات أجيال المستقبل
وتابعت معاليها: نقف اليوم أمام أجيال جديدة نشأت في العالم الرقمي وتعيش في محيط مليء بالدوافع الصناعية، تختلف عقلياتهم بشكل جوهري وتشكل أولوياتهم المستقبلية بنسب تفوق 70% حول العدالة، والتعاطف الإنساني، والتأثير، والمشاركة في صنع القرار وطنياً وعالمياً.
وقالت لا يمكن تصميم المستقبل بمعزل عن الأجيال الجديدة. فالجاهزية للمرحلة القادمة تتطلب فهم عقلية الشباب وتصميم قرارات المستقبل معهم. ولدى دولة الإمارات تجربة نوعية ومميزة في إشراك الشباب في صناعة القرار، من خلال وزارة الشباب، والأجندة الشبابية المتكاملة، ومجالس المشاركة الشبابية في صياغة مستقبل الوطن.
إعادة تعريف المروتة
واشارت معاليها الى ان تطوّر سرعة المستقبل اليوم يتجاوز قدرات الأنظمة والنماذج الحالية على الاستجابة والتفاعل مع المتغيرات، سواء كانت مناخية أو سياسية أو اقتصادية أو تكنولوجية
تحديات
وقالت معاليها تزايد تعقيد التحديات المستقبلية يضع المجتمعات أمام حقائق لا يمكن تجاهلها. على سبيل المثال، تُقدّر خسائر الفيضانات السنوية على الأصول الحضرية والبيئية بمليارات الدولارات، ولدينا اليوم فرص جديدة يقدمها الذكاء الاصطناعي والبيانات لتطوير نماذج جديدة للمرونة والاستباقية.
واضافت في استمرارنا، نحتاج إلى إعادة تعريف المرونة بمنظور جديد باعتبارها منهج عمل مستداماً متجدداً، وأساساً استراتيجياً من أسس الجاهزية للمستقبل، ومسؤولية مشتركة بين الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمعات.
