د.نادي شلقامي
شهدت جامعة دبي الطبية مساء أمس انطلاقة مهمة نحو مستقبل الرعاية الصحية، باستضافتها فعاليات المؤتمر الدولي للطب التكاملي لتعليم وممارسة المهن الصحية. المؤتمر، الذي جمع نخبة من الخبراء والمختصين من مختلف أنحاء العالم، تحول إلى منصة إقليمية ودولية لمناقشة أحدث التطورات في مفهوم الرعاية الصحية الشاملة. حيث ركزت المداولات والبحوث المقدمة على الطب التكاملي؛ ذلك المجال الحيوي الذي يسعى لردم الهوة بين الممارسات الطبية التقليدية والحديثة، عبر دمجها مع العلاجات البديلة والتغذية وعوامل نمط الحياة والصحة النفسية، بهدف تعزيز صحة الأفراد بشكل شمولي وأكثر فعالية.
وأشاد الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، رئيس مجلس أمناء جامعة دبي الطبيّة، بما توليه دولة الإمارات من اهتمام بصحة الإنسان وتضعها على رأس أولوياتها الوطنية.
وقال: «تعمل حكومتنا الرشيدة على استشراف مستقبل الرعاية الصحية عبر مبادرات رائدة، مثل تأسيس «مجلس الإمارات للطب التكاملي»، برئاسة الشيخة سلامة بنت طحنون بن محمد آل نهيان، والذي يأتي في إطار تعزيز التكامل بين الأنظمة العلاجية التقليدية والحديثة».
وأضاف: «في هذا السياق، أدخلت جامعة دبي الطبية مناهج الطب التكاملي ضمن برامجها التعليمية، بما يسهم في إعداد كوادر طبية قادرة على التعامل مع مفاهيم الصحة الشمولية في دولة الإمارات لدمج مناهج الطب التقليدي والحديث».
وأكد أنَّ المؤتمر يمثل «منصة علمية رائدة لمناقشة التطورات المتسارعة في هذا التخصص، ويجسّد حرص الجامعة على تقديم تعليم طبي متقدم يواكب أحدث الأبحاث العلمية عالمياً».
وأشار إلى أن «جامعة دبي الطبية، تواصل تعزيز حضورها الأكاديمي برؤية وطنية طموحة، واستطاعت تحقيق الكثير من الإنجازات والنجاحات خلال الفترة الماضية، وهي ماضية في تحقيق المزيد من النتائج والإنجازات والمساهمة في تقدم وتطور التعليم العالي بالدولة».
من جانبه، قال المهندس يحيى سعيد أحمد لوتاه، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سعيد أحمد لوتاه الخيرية: «نسعى دائماً لمواكبة التوجهات المستقبلية لدولة الإمارات العربية المتحدة، لاسيما في مجال الطب التكاملي الذي يحقق التوازن بين الجسد والعقل والنفس، ويعتمد على التكامل بين الطب التقليدي مثل الصيني والهندي والعربي، والطب الحديث».
وأضاف: «ونهدف من وراء ذلك، إلى تعزيز الوقاية وتحسين أساليب العلاج، ونواصل تعزيز هذا النهج وتطوير بروتوكولات العلاج وزيادة الوعي بالطب التكاملي من خلال مناهج تدرس لطلاب الجامعة».
وأكد السير على خطى الوالد سعيد لوتاه، رحمه الله، بما كان يهتم به في مجالات الطب التكاملي والبديل، إذ كان يفضل الحياة البسيطة، وفق ما ينفع صحة الإنسان، ويوصي بذلك، حتى إنَّ له قولاً، مفاده بأنَّ «تراثنا الطبي جزء من هويتنا، نحفظه، ونبحثه بعقل علمي لتبقى الإمارات جسراً بين الأصالة والطب الحديث».
وأشار لوتاه، إلى أنَّ الجامعة تسعى لبناء تخصصات جديدة في هذا المجال الحيوي، من خلال تطوير المناهج التعليمية، وتحديث أساليب التدريس، بما يتماشى مع أفضل الممارسات البحثية العالمية، وفقاً لأحدث المستجدات في المجال الطبي عالمياً».
وعلى صعيد المؤتمر، فقد شهد الحدث تقديم عروض ابتكارية، من بينها ملصقات تدريب الطلاب المُنتجة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب عرض لمشروع «بيت الأعشاب» التابع لجامعة دي مونتفورث.
وناقش خلال جلساته محاور متعددة؛ منها: «الطب التكاملي من المفهوم إلى التطبيق»، بمشاركة خبراء من الصين والهند والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر؛ حيث يقدم المتحدثون رؤى وتجارب دولية حول التكامل بين الطب التقليدي والحديث.
وكان من أبرز المتحدثين المشاركين في المؤتمر: البروفيسور هانز غونتر ماشينز، والدكتور لي هوافي، والدكتورة لمياء آل فالح، والبروفيسور ميرا كيشافلال بوجابي، والدكتورة مريم الزرعاوي.
