ديني

رحلة القلب إلى الله

د/حمدان محمد

القلب هو مفتاح السعادة والنجاة، وهو موضع نظر الله في العبد،

 فإذا طهر القلب، رق،

وإذا رق، راق،

 وإذا راق، ذاق،

وإذا ذاق، فاق،

 وإذا فاق، اشتاق،

 وإذا اشتاق، اجتهد،

وإذا اجتهد، وصل.

هذه السلسلة العجيبة تلخّص رحلة الإنسان في السير إلى الله، حيث تبدأ بتطهير القلب من الذنوب والمعاصي، فبذلك يلين ويصبح رقيقًا، وتلك رقة القلب علامة على حياة الروح، كما قال النبي ﷺ: “إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن”.

وإذا رقّ القلب، ارتقى في مدارج الإيمان، فإذا ازداد يقينه، ذاق حلاوة الإيمان، كما قال ﷺ: “ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا”. وهذه الحلاوة تجعله فوق غيره في مراتب العبودية، فيكون فائقًا في إيمانه وعمله.

ثم تأتي مرحلة الاشتياق، فالعارفون بالله كلما زاد قربهم ازداد شوقهم إليه، كما قال بعض الصالحين: “مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما هو؟ قال: معرفة الله ومحبته”.

والشوق الصادق يولّد الاجتهاد في الطاعات، فمن أحب لقاء الله، اجتهد في السير إليه، ومن اجتهد في ذلك وصل، ووجد ثمرة السعي والكد، كما في الحديث القدسي: “ومن تقرب إليّ شبرًا، تقربت إليه ذراعًا”.

فليكن همّنا تطهير قلوبنا، كي نصل إلى هذه المنازل العالية، فما قيمة الجسد إذا كان القلب ميتًا؟ وما قيمة الحياة إن لم يكن القلب حيًا بالله؟

اللهم طهر قلوبنا، ووفقنا للسير إليك، وارزقنا لذة الوصال بك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى