مقالات

الألعاب النارية في رمضان.. فرحة تضيء السماء أم خطر يهدد الأبرياء؟

كتب/مازن السيد

مع حلول شهر رمضان المبارك، تكتسي الشوارع بأجواء احتفالية، ويزداد الإقبال على العادات التي تعكس فرحة هذا الشهر الكريم، ومن بينها الألعاب النارية والمفرقعات التي يستخدمها الأطفال والشباب للتعبير عن البهجة. لكن رغم أنها أصبحت تقليدًا شائعًا، فإنها تحمل مخاطر كبيرة تهدد السلامة العامة وتسبب العديد من الحوادث سنويًا.

يحرص بعض الأطفال والمراهقين على إشعال الألعاب النارية في الشوارع أو أمام المنازل، غير مدركين أن هذه الألعاب قد تتحول إلى أداة خطيرة. فوفقًا لإحصائيات الدفاع المدني في العديد من الدول العربية، تسجل حالات إصابات وحروق خطيرة خلال شهر رمضان نتيجة الاستخدام غير الآمن للمفرقعات. وتتنوع هذه الإصابات بين الحروق الطفيفة والإصابات الخطيرة التي قد تصل إلى فقدان البصر أو بتر أحد الأطراف.

الآثار السلبية للألعاب النارية:

1. إصابات جسدية: تتسبب الألعاب النارية في إصابات متفاوتة الخطورة، تتراوح بين الحروق والجروح العميقة، وقد تؤدي أحيانًا إلى عاهات مستديمة.

2. حرائق مدمرة: قد يؤدي استخدامها بالقرب من المنازل أو المحلات التجارية إلى نشوب حرائق يصعب السيطرة عليها، ما يهدد الأرواح والممتلكات.

3. إزعاج السكان: تسبب المفرقعات ضوضاء مزعجة، خاصة أثناء صلاة التراويح أو وقت السحور، مما يسبب انزعاجًا كبيرًا للأهالي وكبار السن.

4. آثار نفسية على الأطفال: قد تسبب الألعاب النارية الذعر للأطفال الصغار، خاصة من لديهم حساسية للأصوات المرتفعة أو اضطرابات نفسية مثل التوحد.

5. أضرار بيئية: تحتوي بعض المفرقعات على مواد كيميائية سامة تؤثر على جودة الهواء عند اشتعالها، مما يضر بالبيئة والصحة العامة.

تحاول الحكومات والجهات الأمنية مكافحة انتشار الألعاب النارية من خلال تشديد الرقابة على الأسواق، ومنع بيعها للأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى فرض غرامات على المخالفين. كما تنظم حملات توعوية لتحذير الأهالي من مخاطر هذه الظاهرة وحثهم على توعية أبنائهم بضرورة تجنبها.

بدلاً من اللجوء إلى الألعاب النارية، يمكن للأسر تشجيع الأطفال على الاحتفال بطرق أكثر أمانًا، مثل تزيين المنازل بالفوانيس، تنظيم مسابقات رمضانية، أو إقامة فعاليات ترفيهية داخل الأحياء، ما يعزز روح الفرح دون تعريض حياتهم أو حياة الآخرين للخطر.

رغم أن الألعاب النارية تضفي أجواء احتفالية على شهر رمضان، إلا أن مخاطرها تفوق لحظات الفرح التي تقدمها. لذا، من الضروري تعزيز الوعي بين الأسر والشباب حول خطورتها والبحث عن وسائل بديلة أكثر أمانًا للاحتفال بقدوم الشهر الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى