أ.د.روحية الشريف
أستاذ الروماتيزم والمناعة بكلية الطب/جامعة المنيا
وإستشاري الأمراض المناعية بمستشفي سلامات بالمملكة العربية السعودية
مرض الذئبة الحمراء (Systemic Lupus Erythematosus – SLE):
قد تبدو أعراضه غامضة، تتراوح بين الإرهاق المزمن وآلام المفاصل، وصولاً إلى طفح جلدي مميز على شكل “فراشة” على الوجه إلي أن يصل لكافة أجهزة الجسم.. إنه مرض الذئبة الحمراء (Lupus)، ذلك “المرض ذو الألف وجه” الذي يضع الجهاز المناعي في موقف محير، يدفعه لمهاجمة أنسجة الجسم السليمة بدلاً من الدفاع عنها. الذئبة ليست مجرد مشكلة صحية نادرة؛ بل هي اضطراب مناعي مزمن يؤثر بشكل كبير على حياة الملايين حول العالم، وغالباً ما يستهدف الشابات. في هذا المقال، نسلط الضوء على هذا المرض المعقد، كيف يتم تشخيصه، وما هي أحدث التطورات الطبية التي تمنح المصابين به أملاً متزايداً في التعايش والسيطرة على تحدياته اليومية.
أنواع الذئبة الحمراء؟
هناك عدة أنواع للذئبة الحمراء، تعرف عليها:
1- الذئبة الحمامية الجهازية (SLE): هي الشكل الأكثر شيوعًا وخطورة لمرض الذئبة الحمراء، حيث من الممكن أن تؤثر على العديد من أجزاء الجسم، بما في ذلك الكلى والقلب والرئتين والدماغ والدم والجلد.
2- ديسكويد جلدي (Discoid): هو نوع من مرض الذئبة الحمراء يؤثر فقط على الجلد ويسبب طفح جلدي، وقد يكون هذا الطفح في أي مكان ولكن عادة ما يوجد على الوجه والعنق وفروة الرأس.
3- الذئبة الحمراء الناتجة عن الأدوية (DIL): تحدث بعد أن يتناول الشخص أنواعًا معينة من الأدوية، وتتشابه الأعراض مع الذئبة الجهازية، ولكنها تختفي عادةً عند توقف الدواء.
4- الذئبة الوليدية: قد تصيب حديثي الولادة، ويمكن أن تسبب طفح جلدي أو فقر دم أو مشاكل في الكبد، عادةً ما تختفي الأعراض بعد بضعة أشهر ولا تسبب أي ضرر دائم.
أسباب مرض الذئبة الحمراء
السبب الدقيق لمرض الذئبة الحمراء غير معروف، ولكن هناك عدة عوامل مرتبطة بالمرض، والتي تشمل ما يلي:
1-الجينات الوراثية: لا يرتبط هذا المرض بجين معين، ولكن الأشخاص المصابين بالذئبة غالبًا ما يكون لديهم أفراد من العائلة يعانون من أمراض المناعة الذاتية الأخرى.
2-العوامل البيئة: يمكن أن تتضمن بعض المحفزات البيئية مثل التعرض الكثير للأشعة فوق البنفسجية، زيادة خطر الإصابة بمرض الذئبة الحمراء.
3-العدوى: وجود العدوى يمكن أن يبدأ ظهور الذئبة أو يسبب الانتكاس في بعض الأشخاص.
4-الأدوية: الذئبة يمكن أن تسببها أنواع معينة من أدوية ضغط الدم، والأدوية المضادة للصرع والمضادات الحيوية (Antibiotics).
نوع الجنس: يؤثر مرض الذئبة الحمراء على النساء أكثر من الرجال، قد تعاني النساء أيضًا من أعراض أكثر حدة أثناء الحمل ومع فترات الحيض.
أعراض الذئبة الحمراء..
يمكن أن تختلف الأعراض ويمكن أن تتغير بمرور الوقت، تشمل الأعراض الشائعة ما يلي:
1-التعب الشديد.
2-الم وتورم المفاصل.
3-الصداع.
4-طفح جلدي على الخدين والأنف، يسمى طفح الفراشة.
5-تساقط الشعر.
6-فقر وتخثر الدم.
7-أصابع بيضاء أو زرقاء ووخز عند البرد، والذي يعرف باسم ظاهرة رينود
مضاعفات الذئبة الحمراء
قد تشمل المضاعفات المحتملة لمرض الذئبة ما يلي:
1-جلطات الدم والتهاب الأوعية الدموية أو التهاب الأوعية الدموية.
2-التهاب في القلب، أو التهاب التامور.
3-النوبات القلبية.
4-السكتة الدماغية.
5-تغييرات في الذاكرة.
6-تغييرات سلوكية.
7-التهاب أنسجة وبطانة الرئة.
8-الفشل الكلوي.
علاج مرض الذئبة الحمراء
يعتمد علاج مرض الذئبة الحمراء، على شدة الأعراض وحجم الأجزاء الجسم المصابة، وقد تشمل العلاجات الآتي:
1-العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.
أ-كريمات الستيرويد للطفح الجلدي.
ب-الكورتيزون لتقليل الاستجابة المناعية.
ج-الأدوية المضادة لمشاكل الجلد.
د-الأدوية المعدلة للمرض أو عوامل الجهاز المناعي المستهدفة في الحالات الأكثر شدة.
وسوف نوافي حضراتكم في الأعداد القادمة بالجديد في علاجات الذئبة الحمراء والعديد من الأمراض الآخري…وبالإجابة عن الأسئلة الشائعة عن أي مرض مناعي آخر….
معكم الله بموفور الصحة والعافية.
وهكذا تظل الذئبة الحمراء (SLE) مرضًا مناعيًا ذاتيًا معقدًا ومتعدد الأوجه، يتطلب تشخيصًا دقيقًا ومتابعة منتظمة على المدى الطويل. بالرغم من التحديات، فإن التقدم المستمر في فهم بيولوجيا المرض وتطوير العلاجات الجديدة (بما في ذلك العلاجات البيولوجية) يوفر للمصابين به أملًا متزايدًا في السيطرة على نشاط المرض والحفاظ على جودة حياة عالية. يكمن المفتاح في التعاون الفعّال بين المريض والطبيب والالتزام الصارم بالخطة العلاجية.
