دارين محمود
بعد أيام من الإغلاق الاستثنائي، أعاد متحف اللوفر في باريس فتح أبوابه للزوار، وذلك في أعقاب عملية “سرقة القرن” الجريئة التي استهدفت مجموعة من المجوهرات والحلي التاريخية من قاعة أبولو التي تضم جواهر التاج الفرنسي.
ووقعت السرقة في وضح النهار، حيث تمكن لصوص مدججون بأدوات قطع من الدخول عبر نقطة ضعيفة في الجدار الخارجي باستخدام رافعة شحن، وتمكنوا من تحطيم واجهات العرض وسرقة حوالي ثماني قطع ثمينة، من بينها قطع كانت تخص الإمبراطورة ماري لويز زوجة نابليون الأول. وقد قدرت النيابة العامة في باريس قيمة الأضرار المادية الناجمة عن السرقة بنحو 88 مليون يورو (حوالي 102 مليون دولار)، مؤكدة أن القيمة التاريخية والتراثية للمسروقات “لا تُقدر بثمن”.
وقد أثارت السرقة السريعة التي لم تستغرق سوى سبع دقائق موجة غضب واسعة وجدلاً سياسياً حاداً في فرنسا. حيث استغل سياسيون من اليمين المتطرف الحادث لمهاجمة الحكومة واتهامها بـ “الإهمال” في تأمين الرموز الثقافية للبلاد. وقد وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتقديم الجناة إلى العدالة، واصفاً السرقة بأنها “اعتداء على تراثنا”.
من جهتها، أقرت مديرة المتحف بوجود ضعف في تغطية كاميرات المراقبة للجدران الخارجية، مما سهل على اللصوص عملية الاقتحام، وطالبت بتعزيز كبير للإجراءات الأمنية في أكبر متحف في العالم. ولا تزال قاعة أبولو التي شهدت الحادث مغلقة، بينما تواصل الشرطة تحقيقاتها المكثفة لملاحقة الجناة واستعادة الكنوز المسروقة.
