نحن جميعًا نعلم مدى أهمية الانطباعات الأولى، والتي غالبًا ما تبدأ بتحية بسيطة. ولكن ماذا لو كانت تحيتك المعتادة تنفر الناس بالفعل؟
إنه فن دقيق، ولكن الطريقة التي تحيي بها الآخرين قد تفتح الباب أمام المزيد من التفاعلات أو تغلقه. ولنواجه الأمر، لا أحد يرغب في البدء بطريقة خاطئة.
كيف حالك؟
قد يبدو هذا الأمر مفاجئًا، لكن “كيف حالك؟” هي تحية شائعة يمكن أن تنفر الناس في بعض الأحيان.
لماذا تسألون؟ حسنًا، السبب هو أن هذا السؤال يُنظر إليه غالبًا باعتباره مجرد التزام اجتماعي وليس تحقيقًا حقيقيًا في رفاهية شخص ما.
لقد تم الإفراط في استخدام هذه العبارة حتى أصبحت مجرد رد فعل وليس تعبيرًا مدروسًا عن الاهتمام. والأسوأ من ذلك أن أغلب الناس لا يتوقعون أو يرغبون في الحصول على إجابة صادقة.
الآن، أنا لا أقول أنه لا ينبغي لك أن تسأل شخصًا ما عن يومه. ولكن إذا كنت ستسأله “كيف حالك؟”، فكن مستعدًا للاستماع إلى الإجابة والرد عليها بشكل مناسب.
لا يتعلق الأمر بتجنب السؤال، بل بالتأكد من أنه عندما تطرحه، فإنه يبدو صادقًا وليس مجرد لفتة فارغة.
لم نلتقي منذ فترة طويلة!
سأعترف أنني كنت مذنبًا بهذا الأمر. “لم أقابلك منذ فترة طويلة!” تبدو طريقة ودية للاعتراف بأن الأمر قد مر منذ فترة طويلة منذ آخر لقاء بينكما، أليس كذلك؟
على الرغم من أن هذا قد يكون تعليقًا خفيف الظل، إلا أنه قد يجعل الشخص الآخر يشعر بالحرج، خاصة إذا لم يكن الوقت الذي يقضيه بعيدًا عنك من اختياره أو خارج سيطرته.
هذه التحية قد تثير مشاعر الذنب أو عدم الارتياح لدى الشخص الآخر. لذا، أستخدم عبارة بسيطة مثل “من الرائع رؤيتك!” فهي تحية دافئة ولا تحمل أي أعباء غير مقصودة!
تبدو متعبًا
غالبًا ما يظهر هذا في صورة بيان للقلق، لكنه بالتأكيد ليس التحية الأكثر إطراءً أو تشجيعًا.
قد تعتقد أنك تظهِر تعاطفك، لكن إخبار شخص ما بأنه يبدو متعبًا قد يعتبَر انتقادًا. ويعني ذلك أنه لا يبدو في أفضل حالاته، ولا تكون هذه هي الطريقة الأفضل لبدء محادثة.
هل تعلم أنه في بعض الثقافات، يعتبر التعليق على مظهر شخص ما، حتى لو كان بحسن نية، تصرفًا غير مهذب؟ وينطبق هذا بشكل خاص في الثقافات التي تحظى فيها المساحة الشخصية والخصوصية بتقدير كبير. من الأفضل أن تكتفي بقول “مرحبًا” أو “يسعدني رؤيتك”، وأن تحتفظ بالملاحظات لنفسك.
ما الأمر يا صديقي؟
رغم أن هذه قد تكون تحية غير رسمية ومألوفة بين الأصدقاء المقربين، إلا أنها ليست الخيار الأفضل دائمًا في جميع المواقف.
كما ترى، فإن عبارة “ما الأمر يا صديقي؟” قد تبدو غير رسمية أو حتى غير محترمة عندما تستخدم في السياق الخطأ أو مع الشخص الخطأ.
فكر في علاقتك بالشخص والمستوى المناسب من الرسمية المطلوبة. إذا كنت تقابل شخصًا ما للمرة الأولى أو تشارك في بيئة مهنية، فإن استخدام مثل هذه اللغة غير الرسمية قد يعطي انطباعًا سلبيًا.
غالبًا ما تكون عبارة “مرحبًا” أو “كيف حالك اليوم؟” هي الخيار الأكثر أمانًا. تذكر أنه من الأفضل دائمًا أن تكون رسميًا للغاية بدلًا من أن تكون غير رسمي للغاية.
مرحباً، أنت!
قد تبدو عبارة “مرحبًا، أنت!” مرحة وودودة، ولكنها في الواقع قد تكون محبطة للغاية بالنسبة للشخص الذي تستقبلها.
لماذا؟ لأنه يعطي انطباعًا بأنك لا تتذكر اسمهم. وهناك شيء شخصي ومؤكد بطبيعته عند سماع اسمك.
أعتقد أننا جميعًا نتفق على أن الاعتراف بنا وتذكرنا أمر جيد، فهو يجعلنا نشعر بالقيمة والأهمية.
لذا، بدلاً من اللجوء إلى استخدام ضمير المخاطب العام “أنت”، خذ لحظة لتذكر اسمه. إذا نسيته حقًا، فلا ضرر من طلب تذكيره بأدب. فالقول الصادق “أنا آسف، هل يمكنك تذكيري باسمك؟” أفضل بكثير من القول غير الشخصي “مرحبًا، أنت!”.
لقد فقدت الوزن!
قد يبدو هذا الأمر بمثابة مجاملة، لكنه في الواقع أشبه بحقل ألغام.
إذا كنت تميل إلى التعليق على وزن شخص ما كتحية، حتى وإن كانت إيجابية، فمن الأفضل أن تمتنع عن ذلك. فأنت لا تعرف أبدًا القصة الكاملة وراء مظهره. التزم بالتحية الآمنة والمحايدة التي لا تعلق على التغيرات الجسدية.
ما الجديد؟
رغم أن هذا السؤال قد يبدو غير مؤذٍ، إلا أنه في الواقع قد يكون مرهقًا للغاية بالنسبة لبعض الأشخاص.
إن هذا التحية تضع الشخص الآخر في موقف محرج وتجبره على التفكير في شيء مثير للاهتمام أو مثير حدث مؤخرًا. وإذا كان يمر بفترة هدوء أو صعبة، فقد يجعله هذا السؤال يشعر بالضغط لابتكار شيء ما أو يشعر بالنقص لعدم وجود شيء ليشاركه.
بدلاً من ذلك، فكر في البدء بسؤال أكثر انفتاحًا يسمح لهم بالتحدث عن أي شيء يشعرون بالراحة تجاهه. يمكن أن يكون السؤال البسيط “كيف حالك؟” أو “كيف كان يومك؟” أكثر ودية وأقل ضغوطًا.
لم تتغير على الإطلاق!
ظاهريًا، قد يبدو هذا بمثابة مجاملة. لكنه قد يعني ضمناً أن الشخص لم ينمو أو يتطور بمرور الوقت.
نحن جميعًا نتغير ونتقدم باستمرار، ومن المهم أن نعترف بهذا النمو.
لذا، بدلاً من إخبار شخص ما بأنه لم يتغير، قدّر نموه وتطوره. إن تحية مثل “من الرائع رؤيتك، أنت تتطور دائمًا!” ستجعله يشعر بالاهتمام والتقدير للشخص الذي هو عليه اليوم.
الأفكار النهائية: الأمر كله يتعلق بالتعاطف
عندما يتعلق الأمر بالتحية، فإن فن التحية يدور حول التعاطف والتفاهم. إن إدراك أن الكلمات لها قوة وأن اختيارك للتحية يمكن أن يحدد نبرة التفاعل بأكمله أمر بالغ الأهمية.
تذكر أن التحية ليست مجرد التزام اجتماعي، بل هي فرصتك الأولى لإظهار الاحترام وتقدير الشخص الآخر وتعزيز العلاقة الإيجابية.
لذا في المرة القادمة التي تقابل فيها شخصًا ما، خذ دقيقة للتفكير في تحيتك. هل هي محترمة؟ هل هي مناسبة للمكان؟ والأهم من ذلك، هل تجعل الشخص الآخر يشعر بأنه مرئي ومُقدَّر؟
إن التعامل مع التفاعلات الاجتماعية ليس بالأمر السهل دائمًا، ولكن الانتباه إلى كلماتنا قد يساعد كثيرًا في بناء علاقات أقوى وأكثر مغزى. ومن يدري؟ قد تكون التحية المدروسة اليوم مجرد بداية لصداقة تدوم مدى الحياة غدًا.