د. إيمان بشير ابوكبدة
في تحول لافت، دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب إلى التصويت لصالح نشر ملفات قضية جيفري إبستين، رغم اعتراضات سابقة من جانبهم، وذلك تحت ضغط متزايد من داخل الحزب.
وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” مساء الأحد قائلاً: “ليس لدينا ما نخفيه. لقد حان الوقت لكشف هذه الخدعة الديمقراطية التي يروج لها اليسار المتطرف لصرف الأنظار عن إنجازات الحزب الجمهوري”. وأضاف: “لا يهمني الأمر! كل ما يهم هو عودة الجمهوريين إلى الطريق الصحيح”.
ويأتي هذا الموقف بعد سلسلة من التصريحات التي وجه فيها ترامب اتهامات مباشرة للديمقراطيين، مشيرًا هذا الأسبوع إلى أن “إبستين كان ديمقراطيًا” وبالتالي “يمثل مشكلة تخصهم”.
ومع تصاعد النداءات داخل الحزب للجنوح نحو الشفافية، واصلت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين — التي كانت سابقًا من أبرز داعمي ترامب — الضغط من أجل الكشف الكامل عن ملفات إبستين. لكن ترامب رد عليها بحدة عبر “تروث سوشيال”، واصفًا إياها بـ”مارغوري تايلور براون”، قائلاً إن “العشب الأخضر يتحول إلى البني عندما يبدأ بالتعفن”. كما أعلن الجمعة دعمه لمرشح ينافسها في الانتخابات التمهيدية القادمة.
ويُعد هذا التحول خطوة نادرة من زعيم الحزب الجمهوري، إذ يأتي نتيجة معارضة واضحة داخل صفوف الجمهوريين.
ويتوقع مشرعون داعمون لمشروع القانون تحقيق انتصار كبير في مجلس النواب هذا الأسبوع، مع تصويت “عدد كبير من الجمهوريين” لصالحه.
وفي حال تمريره، سيُلزم القانون وزارة العدل بالإفصاح عن جميع الملفات والمراسلات المتعلقة بإبستين، بما في ذلك تفاصيل التحقيق في وفاته بسجن فيدرالي عام 2019. لكن سيتم حجب المعلومات التي قد تكشف هوية الضحايا أو تعرقل تحقيقات اتحادية مستمرة.
وكانت رسائل بريد إلكتروني قد نُشرت الأسبوع الماضي تزعم أن ترامب كان على علم بتورط إبستين في استغلال قاصرات. واعتبر البيت الأبيض نشر تلك الرسائل محاولة من الديمقراطيين لترويج “رواية غير دقيقة”.
وتشير ملفات سابقة إلى وجود علاقة صداقة بين ترامب وإبستين في فترة ما، قبل أن يعلن ترامب لاحقًا عن خلاف بينهما في أوائل الألفية الجديدة. ورغم أن نشر الملفات قد يكشف أسماء شخصيات معروفة ارتبطت بإبستين، إلا أن وجود اسم شخص في تلك الوثائق لا يعني بالضرورة تورطه في أي مخالفة. وقد جدد البيت الأبيض دفاعه عن براءة ترامب في هذا السياق.
