كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
ليست الفطريات والفيروسات والبكتيريا متشابهة، بل هي تختلف بشكل كبير في بنيتها وحجمها وطريقة حياتها وعلاجها، على الرغم من أنها جميعًا كائنات دقيقة قد تسبب العدوى.
الفروقات الأساسية
لتفهم الاختلافات، تخيلها كأجسام مختلفة تمامًا:
البكتيريا
البكتيريا هي كائنات حية حقيقية. إنها خلايا بسيطة ووحيدة النواة (بدائية النواة)، مما يعني أنها لا تحتوى على نواة محددة أو عضيات خلوية معقدة.
الحجم والتركيب: كبيرة نسبيًا مقارنة بالفيروسات. لديها جدار خلوي وسيتوبلازم ومادة وراثية، وتستطيع التكاثر ذاتيًا عن طريق الانقسام الثنائي.
طبيعة الحياة: يمكنها أن تعيش وتتكاثر في بيئات مختلفة، وبعضها مفيد (مثل بكتيريا الأمعاء)، والبعض الآخر ممرض (مثل بكتيريا السل).
العلاج: تستجيب بفعالية للمضادات الحيوية التي تعمل على قتلها أو منع نموها.
الفطريات
الفطريات هي كائنات حية أيضًا، لكنها أكثر تعقيدًا من البكتيريا. إنها خلايا معقدة وحقيقية النواة، مما يعني أن خلاياها تحتوي على نواة محددة وعضيات.
الحجم والتركيب: هي الأكبر بين المجموعات الثلاث، وقد تكون وحيدة الخلية (مثل الخميرة) أو متعددة الخلايا (مثل العفن).
طبيعة الحياة: لا تستطيع صنع غذائها بنفسها، لذا فهي تعتمد على كائنات أخرى أو مواد عضوية. تعيش بعضها في التربة أو على الجلد.
العلاج: لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، بل تتطلب مضادات الفطريات التي تستهدف تركيبتها الخلوية المعقدة.
الفيروسات
الفيروسات هي الأكثر غرابة، إذ لا يعتبرها معظم العلماء كائنات حية بالمعنى التقليدي.
الحجم والتركيب: هي الأصغر على الإطلاق. لا تملك بنية خلوية، بل هي مجرد مادة وراثية (DNA أو RNA) محاطة بغلاف بروتيني.
طبيعة الحياة: إنها طفيلية إجبارية داخل الخلايا. لا تستطيع التكاثر أو إنتاج الطاقة بنفسها، بل يجب أن تغزو خلية حية (مضيفة) وتسيطر على آليتها لتبدأ في صنع نسخ من نفسها.
العلاج: لا تتأثر بالمضادات الحيوية أو مضادات الفطريات. تعالج ببعض مضادات الفيروسات التي تتداخل مع دورة حياتها داخل الخلية المضيفة.
