كتب م / رمضان بهيج
ما يُريده العقلُ من مُخدِّراتٍ، تَرْفُضُه النفسُ ؛ هذا الصراع الداخلي بين العقل الذي يدعو إلى الدمار (بمعنى التهور أو اتخاذ قرارات مضرة) والنفس التي تأبى الانحراف والخطأ،
صراع بين العقل والنفس
المشهد: ظلام دامس يلفّ قرارًا مصيريًا.
العقل
(بصوت جهوري، حادّ، يملؤه اليأس أو الإغراء)
”افعلها! لا تتردد. هل ترى هذا الطريق؟ إنه طريق الخلاص الوحيد، وإن كان ثمنه الدمار المحتوم لكل ما بنيت. دعنا نسقط معًا. في السقوط راحة من عبء المقاومة؛ فلن تستطيع الثبات أبدًا. اِنْحَرِفْ، وإلا فالموت الزؤام هو مصيرك!”
النفس
(بصوت خافت ولكنه ثابت، ينضح بعزم المتمسك بالحق)
”أصمَتْ أيها المُهلِك! إني أشمُّ في كلامك رائحة الزوال. أتهددني بالهلاك لأُرضيَ شهوة الانهيار لديك؟ أبدًا! أنا لستُ مطيةً للفناء. تُريدني أن أنحرف إلى ذلك الوحل( المخدرات )؟ تُريدني أن أُعلِنَ فشلي وأُسلِمَ أمري للظلام؟ لا، ولن يكون ذلك أبدًا!”
العقل
(بسخرية مريرة)
”وما جدوى هذه ‘المقاومة’ الساذجة؟ إنكِ تهلكين نفسكِ بهذا الثبات. العالم لا يرحم الضعفاء، وأنتِ بتمسُككِ بـالنور** الوهمي، تجعلين نفسكِ هدفًا سهلًا للكسر. هيا، هذا هو القرار الأخير، طريق الانحراف سهل، وطريقكِ شاقٌّ ومليء بالندم.”**
النفس
(بغضب هادئ)
”أنتَ يا من تُريد لي الدمار! ألم تكن يومًا مصباحي وهاديي؟ كيف انقلبتَ إلى جلاّدٍ يريد قتلي؟ سأُعاني، وسأُتعب، وسأتمزق، ولكنني سأبقى على الفطرة التي خُلِقتُ بها. إن الدمار الحقيقي ليس في السقوط المادي، بل في موت المبدأ! سأبقى مُستقيمةً حتى لو سِرْتُ وحدي بدون عقل ، ولن أقبَلَ الانحراف ( المخدرات ) ولو ضاع مني كل شيء.”
العقل
(يتراجع صوته تدريجيًا، ممزوجًا بالهزيمة والإعجاب)
”يا لصلابتكِ… أتُراكِ حقًا قادرة على تحمل هذا العبء الثقيل؟”
النفس
(بانتصار خافت).
”بالله أستعين، وبتوفيقه أهتدي. أنا لستُ أقوى من المحن، لكني أؤمن بأن في الاستقامة قوة لا يدركها الدمار الذي تُناديني به.”
النتيجة: انتصار النفس على وسوسة العقل الداعية للتهور، وبقاء الفطرة السليمة هي الموجه .
