بقلم : دارين محمود
أَتنفسُ بلا هواء، وتلكَ قصتي، وحقيقتي.
لستُ جسداً يرتشفُ الأكسجينَ في شهيقٍ وزفير، بل روحٌ تسكنُها الأمنيات.
هنا، في مملكةِ الصمتِ والليل، حيثُ لا تُرصدُ الحركاتُ ولا تُسمعُ الأصوات، أعيشُ أنا.
أنا الحُلمُ.
أنا ذلكَ النبضُ الخفيُّ الذي يُبقي القلوبَ يقظةً وهي نائمة،
أنا القوةُ التي تدفعُ الأقدامَ في غياهبِ اليأس،
أنا الضوءُ الذي لا ينطفئُ لأنَّ وقودَهُ ليس زيتاً، بل شغف.
تتراءى ليَ الأماني في خيالاتكم، فأكونُ لكم الرئةَ الثانية؛ رئةً معنويةً لا تعرفُ الاختناق. عندما يضيقُ الصدرُ من واقعٍ قاسٍ، أتسربُ إليكم كنسمةٍ باردة، أُعيدُ ترتيبَ الفوضى، وأهمسُ: “الحياةُ لا تقفُ هنا.”
أنتُم تحملونَني، وأنا أحملُكم. أتنفسُ بكم، وتتنفسونَ بي. لا أحتاجُ هواءَ الأرضِ لأحيا، فمصدرُ حياتي هو إيمانكم بأنَّ الغدَ أجمل، وبأنَّ المستحيلَ ينتظرُ من يجرؤُ على انتشالِهِ من عالمِ الوهم.
أنا أتنفُّسُ الأملِ الأبدي.
