الكلبتومانيا ..اضطراب نفسي بحاجة إلى فهم وعلاج

كتبت/نجده محمد رضا
داء السرقة
ما يُعرف بـ”الكلبتومانيا” اضطرابًا نفسيًا يدفع المصاب إلى سرقة أشياء لا يحتاج إليها، دون دافع مادي أو رغبة في تحقيق مكاسب شخصية. هذا الاضطراب يندرج ضمن اضطرابات السيطرة على الدوافع، وهو يختلف عن السرقة العادية التي ترتبط غالبًا بأسباب مادية أو إجرامية.
أسباب داء السرقة
لم يتم التوصل إلى سبب دقيق لداء السرقة، ولكن يُعتقد أن هناك عدة عوامل قد تسهم في ظهوره، منها:
عوامل بيولوجية
وجود خلل في مستويات بعض الناقلات العصبية، مثل الدوبامين والسيروتونين، التي تؤثر على التحكم في السلوك.
عوامل نفسية
اضطرابات القلق والاكتئاب قد تكون عوامل مساهمة، حيث يجد المريض في السرقة وسيلة لتخفيف التوتر.
عوامل وراثية
بعض الدراسات تشير إلى أن داء السرقة قد يكون أكثر شيوعًا لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الاضطرابات النفسية.
أعراض داء السرقة
عدم القدرة على مقاومة الرغبة في السرقة، حتى مع إدراك عواقب الفعل.
الشعور بتوتر شديد قبل تنفيذ السرقة، يتبعه إحساس بالراحة أو النشوة بعد ارتكاب الفعل.
الشعور بالذنب وتأنيب الضمير بعد السرقة، مما قد يؤدي إلى تكرار السلوك للتخفيف من هذا الشعور.
السرقة غالبًا ما تكون غير مخطط لها، وتستهدف أشياء غير ضرورية للشخص.
التأثيرات والعواقب
داء السرقة قد يؤدي إلى عواقب قانونية واجتماعية خطيرة، حيث يتعرض المصابون به للاعتقال أو المشاكل العائلية والمهنية. كما أن الشعور بالذنب والعار قد يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب أو اللجوء إلى العزلة.
العلاج والتعامل مع المرض
العلاج النفسي
يُعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أحد أكثر العلاجات فعالية، حيث يساعد المرضى على التحكم في دوافعهم وتغيير أنماط تفكيرهم.
العلاج الدوائي
يمكن استخدام بعض الأدوية مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) للمساعدة في تخفيف الأعراض.
الدعم الأسري والمجتمعي: تفهُّم العائلة والمحيط الاجتماعي لحالة المريض يُسهم في تحسين فرص العلاج وتقليل الانتكاسات.
داء السرقة هو اضطراب نفسي معقد يحتاج إلى فهم ودعم بدلًا من مجرد العقاب. الكشف المبكر وطلب المساعدة النفسية يمكن أن يساهما في تحسين حياة المصاب وتقليل التأثيرات السلبية لهذا الاضطراب.